علقت صحيفة الإندبندنت البريطانية على الإفراج عن الصحفى العراقى منتظر الزيدى بعد أن أمضى 9 أشهر فى السجن، وقالت إن صورة الزيدى وهو يلقى بحذائه على الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش خلال مؤتمر صحفى ستظل باقية فى الذاكرة لفترة طويلة بعد انتهاء الحرب على العراق. والسبب فى ذلك أن إلقاء الزيدى لحذائه على بوش بشكل دراماتيكى يؤكد الإحساس الذى يشعر به أغلب العراقيين نحو الاحتلال الأجنبى.
ويجب أن تكون هذه نقطة واضحة، لكنها ليس كذلك. قأغلب العراقيين سعداء لانتهاء حكم صدام حسين الذى دمر دولتهم. ورغم ذلك، فإن الاحتلال أيضا لم يحظَ بشعبية خارج كردستان العراق التى بالأساس لم تحتل على الإطلاق، فيقول وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى، والذى ينظر إليه باعتباره واحداً من أكثر السياسيين المواليين لأمريكا فى العراق، "إن الاحتلال هو أم الأخطاء كلها".
وتمضى الصحيفة فى القول بأن كلمات الخطاب الذكى الذى ألقاه منتظر الزيدى بعد خروجه من السجن أمس كشف عن كراهية الاحتلال. وكان هذا الخطاب بمثابة صوت القومية العراقية المغتصبة. فقال: "لقد سافرت عبر أرضى المحترقة ورأت بعينى آلام الضحايا وسمعت بأذنى صرخات الأرامل والأيتام".
ولم يكن مدهشاً أن ما فعله الزيدى وصرخاته "هذه هدية من العراقيين، هذه قبلة الوداع يا كلب" حوله إلى بطل فى العالم الإسلامى وخارجه، فبوش لم يكن يحظى بشعبية فى الأسابيع الأخيرة من رئاسته، لدرجة جعلت أى فعل ضده يحظى بالتصفيق.
وأظهرت كلمات الزيدى الغاضبة أمس إلى أى مدى يؤدى الاحتلال الأجنبى سواء للعراق أو أفغانستان إلى زعزعة الاستقرار واندلاع العنف. فالمحتلون سيلقى عليهم بالمسئولية على أى حطأ يحدث، وسيكون ذلك صحيحاً فى أغلب الأمر. فلا يزال الزيدى يرى أن العراق تسيطر عليه الولايات المتحدة.
وتحدث الزيدى بعد إطلاق سراحه عن تعرضه للتعذيب أثناء سجنه، فقال إنه تعرض للضرب والصدمات الكهربائية فى غرفة ليست بعيدة عن القاعة التى شهدت المؤتمر الصحفى الذى قذف فيه بوش بالحذاء. وترى الإندبندنت أن ما قاله الزيدى لسوء الحظ صحيح على الأرجح، بعد أن أصبح تعذيب المشتبه بهم هو العادة فى بغداد.
الإندبندنت: الزيدى صوت القومية العراقية المغتصبة
الأربعاء، 16 سبتمبر 2009 11:00 م