محمد عبد الرحمن

أنفلونزا الخنازير.. الأمن أساس الملك

الأربعاء، 16 سبتمبر 2009 02:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البداية كانت مع صديق لبنانى قادم من المنامة، سؤالى الأول بعد "حمد الله على السلامة" كان "هل تأخرت كثيراً فى الخروج من مطار الإسكندرية..؟" أجابنى بضيق "ساعتين"، تعاطفت معه ظاهرياً، لكننى كنت سعيداً بأن الإجراءات الصحية مستمرة بنفس الحماس وأن كل راكب يتم فحصه من خلال المرور بالجهاز الحرارى الذى قالوا إنه يساعد على اكتشاف الفيروس اللعين، لكن الصديق العزيز صدمنى عندما قال إن التأخير لم يرتبط أبداً بالإجراءات الوقائية، وإنما بالاعتبارات الأمنية كونه لبنانى الجنسية، بالتالى يجب أولاً التأكد من عدم وجود أى علاقة له بخلية حزب الله، وبعدما تأكد لرجال الأمن أنه برىء من كل الشكوك غادر المطار تودعه كلمات الاعتذار، ما حدث مع الضيف اللبنانى يؤكد أن الاهتمام بالأمن لازال المهمة الأولى للقائمين على حدود هذا البلد، وهى مهمة لا يمكن التقليل منها، بل بالعكس يجب أن تظل على رأس الأولويات فى كل حين، ولا ننتظر تفجيراً جديداً حتى نشدد تلك الإجراءات، لكن الأمن وحده لا يحمى الشعب ولا النظام، فالوفاة نتيجة الإصابة بأنفلونزا الخنازير لا تختلف كثيراً عن الوفاة بسبب عمل إرهابى، إلا إذا كان المسئولون يعتبرون الحالة الأولى قضاء وقدرا، والثانية تعكس خللا أمنيا لابد من التصدى له.

فى اليوم التالى مباشرة كنت فى مطار القاهرة لاستقبال شقيقى القادم من الدوحة، قلت لنفسى وأنا فى الطريق إن الوضع فى مطار القاهرة بالتأكيد سيكون مختلفاً، وعندما وصلت الطائرة قبل موعدها بربع ساعة حمدت الله أننا وفرنا 15 دقيقة على الأقل من الزمن الذى سيفصل بين وصول الطائرة وخروج أخى من المطار بعدما يتجاوز مع رفاق الرحلة كل الإجراءات المعلنة، لكن شيئاً من هذا لم يحدث، الحدث الإيجابى الوحيد كان وجود أحد الضباط على الطائرة وقيامه بإنهاء إجراءات الوصول حتى لا يقف الركاب فى الطابور الطويل، فعل ذلك مع المصريين فقط لا الأجانب، ربما لأنهم هم فقط الذين سيخضعون للكشف الطبى؟ لا أعلم، بينما المصريون اكتفوا بكتابة عناوينهم فى أوراق تم توزيعها أيضاً على الطائرة وخلال نصف ساعة كان الكل فى سيارات العودة إلى المنازل، على أمل ألا يكون أحدهم قد حمل الفيروس معه إلى أهله وجيرانه فى القاهرة كى لا تضطر الجهات المعنية للعودة إلى عناوين كل الركاب لفحصهم جميعاً هم ومن استقبلوهم وخالطوهم.

بالمناسبة إذا كان رجال الأمن يقومون بواجبهم كما ينبغى، بينما رجال الصحة عاجزين عن ذلك، فالمرحلة التى نعيشها حالياً لا تحتمل أى تصريحات غير حقيقية، بالعكس المفيد للجميع أن تطلب وزارة الصحة من القادمين والمقيمين أن يراقبوا أنفسهم جيداً سواء مروا بالجهاز الحرارى فى المطار أو لا، بالتالى كل مواطن سيكون على الأقل مسئولاً عن حماية نفسه من أنفلونزا الخنازير، لأنه سيفعل ذلك وهو مطمئن إلى أن هناك من يحمى مصر من التهديدات الإرهابية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة