نشرت جريدة واشنطن بوست الأمريكية، مقالا للكاتبة المصرية منى الطحاوى تحت عنوان "حارق الكتب لليونسكو!" أكدت خلاله موقفها الرافض لترشيح وزير الثقافة فاروق حسنى لمنصب رئاسة منظمة اليونسكو العالمية.
وتستنكر الطحاوى فى مستهل مقالها قيام السلطات المصرية بشن حملة مماثلة لتلك الحملات التى تشنها الشرطة الدينية فى المملكة العربية السعودية عندما ألقت القبض على ما يقرب من 150 شخصا لإفطارهم فى نهار شهر رمضان المعظم، لأن ذلك من منظورها يقول الكثير عن المشهد الثقافى فى مصر والدور الرئيسى الذى لعبه فاروق حسنى فى عزل الكثير من المصريين عن طريق خنق الحرية الثقافية والفكرية فى الوقت الذى منح فيه مساحة كبيرة للتعصب الدينى.
تقول الطحاوى إن أكثر ما تعرض له فاروق حسنى من انتقادات لاذعة واستنكار كان بسبب تعليقاته الخاصة بإحراق الكتب الإسرائيلية فى المكتبات المصرية فى مايو 2008، وتعلل الطحاوى لماذا لا يصلح فاروق حسنى لهذا المنصب البارز، مشيرة إلى أنه عزز دور الرقابة على كافة مظاهر الإبداع فى مصر وتجاهل الحريات الفردية حتى تمكن فى نهاية المطاف من تجريد مصر من ثقافتها القوية. نعم لم يقم حسنى بالفعل بإحراق الكتب، ولكنه حظر نشر الكثير من الكتب الأخرى، فمثلاً أصدر أمراً عام 2006 بمصادرة جميع نسخ فيلم "شفرة دافنشى"، ومنع عرضه على شاشات العرض السينمائية، على الرغم من أن الفاتيكان نفسه لم يصدر قراراً بمنع الفيلم، كما فشلت محاولات حسنى لمنعه، حيث تمكن آلاف من المصريين من الحصول على نسخ من الكتاب والفيلم. وقال حسنى أمام البرلمان "نحن نحظر نشر أى كتاب يهين أية ديانة".
وتشير الكاتبة إلى واقعة أخرى عام 2001 أمر خلالها حسنى بإجراء تحقيق حول ثلاث روايات نشرتها وزارة الثقافة رأى أحد أعضاء جماعة الأخوان المسلمين أنها "إباحية"، ولكنها لم تكن كذلك، وخلال أيام معدودة تم سحبهم. ولم يكتف بذلك فحسب، بل وصل به الأمر إلى صرف ثلاثة موظفين عن عملهم، مؤكداً أن "مسئوليتى الرئيسية تكمن فى حماية قيم المجتمع من الأعمال الإباحية"، مطمئناً بذلك المخاوف التى تصاعدت بسبب حرية التعبير ليذكر الجميع بأن مصر ليست أوروبا.
تقول الطحاوى إن مشاهدة حسنى يدعى أنه راعى قيم المجتمع المصرى أمر مزعج بالنسبة للمسلمين والمسيحيين فى مصر، الذين يعتقدون أن الدولة ليست مسئولة عن مراقبة أخلاق شعبها، وتتساءل الكاتبة: إذا كانت أحد أهم مهام اليونسكو تنطوى على الترويج لحرية التعبير، لماذا إذاً تريد المنظمة مدير عكف ببراعة على خنق هذه الحرية؟
وترى الكاتبة أن فاروق حسنى يتنمى إلى نظام قهر جميع أشكال المعارضة السياسية، باستثناء جماعة الأخوان فى الوقت الذى ضعف فيه كثيراً الفكر العلمانى، فعندما وافق حسنى على حظر نشر الكتب، رفع بذلك شعار تكتيك النظام بالتفوق على الأصوليين بالدين، وتضيف، ينطوى هذا التكتيك اليوم على استخدام الإسلام السلفى لمحاربة الأخوان، ومن هنا ظهرت حملات القبض على المفطرين فى رمضان.
وتختم الطحاوى مقالها: يقول مؤيدو فاروق حسنى إنه آن الوقت ليترأس عربى مركز بارز تابع للأمم المتحدة، ولكن حسنى لا يستحق رئاسة اليونسكو.
واشنطن بوست تصف فاروق حسنى بـ"خارق الكتب"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة