حالة من الركود يشهدها سوقا الحديد والأسمنت لم تحدث طوال فصل الصيف، حتى وصلت إلى أن يقوم التجار بتسليم المستهلكين بالقسط، وأن يسددوا الأموال على فترات، حيث أصبح الشغل الشاغل لهم التخلص من البضاعة الراكدة فى الأسواق، هذا الركود الذى بدأ منذ شهر رمضان.
وأكد الخبراء أنه جاء لسببين: أولهما، توقف بعض المواقع عن البناء للاستكمال بعد العيد، إضافة إلى عدم وجود عمالة والحصول على إجازات، والسبب الثانى، وهو دخول عدد من الشحنات من الحديد المستورد فى ظل حالة الركود الحالية، حتى أن هناك ما يقرب من 15 مركب أسمنت فى الميناء.
وقال أحمد الزينى رئيس شعبة مواد البناء بغرفة القاهرة، إن هناك ركودا غير عادى على مستوى الحديد والأسمنت، موضحاً أن زيادة المعروض من المستورد فى السوق المحلى كان السبب الرئيس فى الركود، بعدما دخل حتى الآن من ميناء دمياط قبيل شهر رمضان حتى الآن مليون وألف طن أسمنت، إضافة إلى أن هناك 15 مركب أسمنت فى الميناء ولم تدخل حتى الآن قائلا "محصلتش فى أى مينا فى العالم"، أن تكون هناك كل هذه المراكب فى وقت واحد، مضيفاً أن ميناء دمياط أصبح بمثابة موقع للبيع، حيث يباع فيه طن الأسمنت بـ 400 جنيه، مشيرا إلى أن أقصى سعر بيع للأسمنت فى الدلتا والمحافظات المحيطة بـ 430 جنيها. وأشار الزينى إلى أن معظم التجار يبيعون الآن بالخسارة، حتى أن الجميع يبيع بأقل من الأسعار المكتوبة على الشكائر حتى تتخلص من المخزون لديها.
وعن الحديد أشار الزينى إلى أن هناك استقرارا فى أسعار الحديد، نتيجة أن شهر رمضان انخفضت فيه معدلات البناء، بل أن الكثير من المواقع أجلت البناء إلى ما بعد العيد، إضافة إلى دخول كميات من الحديد التركى، ووصلت أسعار عز إلى 3100 جنيه أقصى سعر للمستهلك، مشيرا إلى أن كميات السلع المعروضة سواء من المحلى أو المستورد أكثر من الطلب عليها مما خفض الأسعار بشكل كبير لفك حركة الركود بالأسواق.
وأكد سمير نعمان عضو شعبة مواد البناء مدير المبيعات بشركة حديد عز، أنه حتى الآن يمر شهر رمضان بمعاملات تجارية عادية، ولم يكن هناك ركود طوال النصف الأول من رمضان ولم يؤثر على حركة البيع والشراء، إلا أنه مع العد التنازلى لانتهاء الشهر ودخول عيد الفطر المبارك بدأت عمليات الركود بل التوقف تماما عن العمل، نتيجة إغلاق معظم مواقع البناء وتحصل جميع العمال على إجازات للعودة إلى بلادهم ويتوقف العمل تماما لحين العودة بعد العيد.
وأشار إلى أن أسعار الحديد يتحكم بها قوى العرض والطلب مثل أى سلعة أخرى، وإذا كان هناك انخفاض للحديد من بعض التجار، فهذا لا علاقة له بالركود وإنما من كمية الطلب عليه، حيث يلجأ معظم التجار فى حالة زيادة المعروض وانخفاض الطلب إلى خفض الأسعار بنسبة ما، حيث وصل أقصى سعر بيع للمستهلك 3130 جنيها للطن وانخفض عند البعض ليصل إلى 3100 و3090 للطن، وبلغ سعر تسليم المصنع 3050 جنيها للطن. أكد مجدى عباس أحد أكبر مستوردى الأسمنت ورئيس شركة النقل والتجارة، أن أسعار الأسمنت انخفضت فى الأسواق بشكل مبالغ فيه، نتيجة دخول كميات كبيرة من الأسمنت المستورد، إضافة إلى الأسمنت المحلى، الأمر الذى أدى إلى انخفاض السعر المحلى إلى 430 جنيهاً للطن، والمستورد إلى 400 جنيه للطن، وأضاف عباس أن حالة سوق الأسمنت فى تدهور نتيجة زيادة الكميات وقلة الطلب عليه، فى ظل ركود الأسواق فى شهر رمضان، مما تسبب للتجار فى خسائر فادحة، حيث إن معظمهم يبيعون طن الأسمنت للمستهلكين بخسارة من 20 إلى 40 جنيهاً للطن، وفى أحيان أخرى يرسل الأسمنت ونقول للعملاء أن يقوموا بالتسديد على فترات حتى يقوموا بتصريف البضاعة المخزونة لدى الكثير من التجار، ولا نتعرض للخسائر أكثر من ذلك.
وأشار عباس إلى أن لديه ما يقرب من 5 مراكب فى الميناء، ولا يعلم ماذا يفعل بها، وهو حال معظم التجار والمستوردين فى هذا الوقت، وأضاف أن حالة السوق لن ترتفع أو تتغير بعد شهر رمضان كما يتردد، إنما يستمر هذا الركود بعد عيد الفطر بمقدار 15 يوماً، ثم نجد فيما بعد دخول فصل الشتاء التى تهدأ به حالة السوق على مختلف السلع.
توقف عمليات البناء فى النصف الثانى من شهر رمضان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة