كان له حلم صغير.. وزهرة صغيرة.. نميا معا متلازمين.. كان يرويهما معا كل يوم.. كان الطمى حنونا على ابنته.. أطعمها.. عضدها.. تخلى عن مكوناته لها.. أحبها.. احتضنها.
بينما كانت الظروف قاسية على ابنها.. ضنت عليه بكل شىء.. لم تمنحه أبسط ما يبقيه حيا.. اجتهدت لإفشاله.. وضعته هدفا لسهامها المسمومة..
نما الحلم مشوها هزيلا يائسا.. نمت الزهرة وفاق جمالها سائر الزهور.. مات الحلم فى وطن يقتل الأحلام.. وضع زهرته على قبر حلمه الضائع.. ونظر إليهما معا.. بكى على حلمه الذى شهده فى ميلاده.. وها هو يراه مقتولا.. ارتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة.. وهو يتأمل زهرته الرقيقة.. سوف أخلق حلما جديدا ولكن.. فى ظروف جديدة.. ووطن جديد..
