بالصور.. رحلة "اليوم السابع" بين أكوام القمامة بمقالب شبرامنت.. ومصانع الإنتاج الحربى تنتج منها 40 طنا سماد قمامة يوميا للفلاحين

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009 10:02 ص
بالصور.. رحلة "اليوم السابع" بين أكوام القمامة بمقالب شبرامنت.. ومصانع الإنتاج الحربى تنتج منها 40 طنا سماد قمامة يوميا للفلاحين مقالب القمامة بشبرامنت - تصوير سامى وهيب
تحقيق علام عبد الغفار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشفت أزمة القمامة الأخيرة بمحافظة الجيزة عن ثروة ‬لا يعرف قيمتها إلا‮ "‬الزبالون" و"الفلاحون" ‬ومن يعملون فى مهن الفرز والجمع والتجار الذين يستثمرون ملايين الجنيهات فى المخلفات الصلبة مثل البلاستيك والزجاج والحديد والنحاس ليعيدوا تدويرها ويحققون مكاسب طائلة منها، فى الوقت الذى ترك فيه المسئولون تلال القمامة تغرق شوارع القاهرة الكبرى‮.

اليوم السابع ‬قام برحلة على مدار يوم كامل مع جامعى ومصنعى القمامة بـ"مقالب ومصانع سماد شبرامنت"، و تنقلت بالكاميرا بين القمامة، وتابعت مراحل جمعها، وتعرفت على أسرارها ودفنها وتدويرها وتصنيعها، بدءا من الزبال وحتى شركات المخلفات‮، وصولا لبيعها للفلاح المصرى لاستخدامها كسماد عضوى تتغذى عليه الفاكهة والخضر والإعشاب.‬

يقول سامى محمود أمين مدير مقلب شبرامنت بالجيزة: "على مساحة 714 فدانا بصحراء شبرامنت يتم استقبال من 4 إلى 6 آلاف طن يوميا من قمامة الجيزة وبعض المراكز التابعة لمحافظة 6 أكتوبر، وذلك من خلال ثلاث مؤسسات تعتمد عليها الجيزة بشكل أساسى فى رفع القمامة من الشوارع، وهى الشركة الإيطالية التى تنقل ألفين و300 طن يوميا والهيئة العامة للنظافة والتى تحمل ألفين و700 طن والشركات الأهلية التابعة لمتعهدى القمامة والتى تنقل 350 طنا.

وأوضح سامى أن قصة التخلص الكامل من القمامة بمقالب شبرامنت بدأت منذ خمسة عشر عاما عندما قررت محافظة الجيزة تخصيص منطقة بالمحاجر والجبال فى الصحراء ليتم فيها فرز وتدوير ودفن غير الصالح منها على عمق 30 مترا، مشيرا إلى أن متوسط عدد السيارات التى تدخل يوميا المقلب تتراوح بين "200 :500 " بواقع 7 أطنان للسيارة الواحدة.

وأضاف سامى أن هناك أمرين يتم من خلالهما التخلص من الآلاف الأطنان بالمقلب، وهما فرز المواد الصلبة غير العضوية، والتى تتولاها الشركة الفرعونية مقابل عقد سنوى بمليون و400 ألف جنية سنويا يتم دفعها للهيئة العامة للنظافة، وذلك من خلال امتلاكها عشرات العمال الذين يقومون بفرز الورق والكرتون والحديد والنحاس والخشب وتحمليها فى سيارات الشركة لنقلها إلى أماكن تفريغ الفرز، حتى يمكن بيعها لأصحاب المصانع والأهالى من خلال باعة الخردة، أما المواد العضوية فتنقسم إلى مواد عضوية غير صالحة للاستخدام وتتمثل فى مخلفات البناء ويتم دفنها داخل حفر عميقة على أعمال تتجاوز 20 متر ليتم ردمها وزراعة الاشجار عليها بعد تسويتها بالأرض، ومواد عضوية أخرى تصلح كسماد عضوى يستخدم فى الزراعة.
وأكد سامى أن أستخدام "الزبالة" كسماد للزراعة بدأ عندما تعاقدت الهيئة العامة للنظافة والتجميل مع الشركة الاسبانية فى عام 2003 والتى حصلت بموجبه على منطقتين بصحراء شبرامنت لإقامة مصنعين لتدوير القمامة من خلال مصانع الإنتاج الحربى، إلا أن الشركة قامت بأنشاء مصنع بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربى لتدوير القمامة إلى سماد عضوى يتم استخدامه فى الزراعة والمنطقة الثانية تم تخصيصها كجراج للسيارت، مشيرا إلى أنه عندما أنهت الشركة الأسبانية التعاقد تم إسناد المصنع الذى ينتج 40 طن سماد يوميا إلى الهئية مباشرة، موضحا أن الهيئة تقوم ببيع السماد للمقاولين مقابل 100 جنيه للطن.

وأوضح سامى أن عملية تدوير القمامة وإخراجها كسماد عضوى يتم من خلال مراحل تبدأ منذ جمع القمامة، حيث يتم وضع الأماكن الأكثر إنتاجا للقمامة العضوية مثل المأكولات والنفايات العضوية مثل المهندسين والدقى والعجوزة فى سيارات يتم إدخالها مباشرة على مصنع السماد ليقوم عمال الفرز باستخراج العبوات الزجاجية البلاستيكية والحديدية والزجاجية والكرتون ليتم ضغطها عبر مكابس حديدية لبيعها لأصحاب المصانع، أما باقى المواد العضوية يتم إدخالها مباشرة إلى المصنع ليتم فرمها إلى سماد خشن وناعم ثم تنقل إلى أماكن تهوية لتترك لمدة خمسة أيام يتم فيها يوميا رشها بالمياه وتقلب وأخيرا تباع للمقاول والفلاح وفقا للكمية التى يحجزها مقدما من خلال الدفع بهيئة النظافة.

وكشف سامى عن الأسباب التى أدت إلى تفاقم الأزمة فى الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن التخلص الآمن من الخنازير أربك حسابات الجميع سواء الهئية أو الشركة الإيطالية أو متعهدى القمامة، مشيرا إلى أن الخنازير فى الجيزة كانت تتخلص من 1500 طن يوميا، موضحا أن هذا الكم أصبح يمثل عبئا على متعهد القمامة الذى أصبح محروما من دخل ثابت منع عنه، بالإضافة إلى الشركات التى كانت ترفع ثلاث آلاف طن أصبحت ترفع أربعة.
وفى النهاية أكد مدير المقلب أن القمامة فى مصر ثروة قومية ينقصها الاستثمار من قبل المسئولين الذين طالبهم بضرورة استغلالها بدلا من دفنها أو حرقها، مشيرا إلى أن ملقب شبرامنت رغم قلة إمكانياته التى تنقصها التكنولوجيا الحديثة سواء من آلات الفرز أو سيارت النقل إلا أنه يعتبر من أكثر المقالب إنتاجا خاصة للسماد العضوى. ‮ ‬
لمعلوماتك
‮1- يذكر أن ٥.٦١ ‬مليون طن من القمامة فى مصر سنويا‮، ‬تقدر قيمتها بـ‮٦ ‬مليارات جنيه لا يتم الاستفادة منها.
2- طبقا لتقديرات عام‮ 2008 ‬يوجد‮ ‬فى مصر ‮٦٦ ‬مليون طن مخلفات صلبة سنويا تقدر نسبة المخلفات المنزلية منها ما بين ‮٥.٦١ ‬إلى ‮٥.٧١ ‬مليون طن قيمتها ‮٦ ‬مليارات جنيه تتضاعف إلى ‮٢١ ‬مليار جنيه عند تحويلها إلى سلع وسيطة وخامات ومستلزمات تستخدم فى الصناعة،‮ ‬وترتفع هذه القيمة إلى ‮٤٢ ‬مليار جنيه،‮ ‬عند استخدامها فى تصنيع منتجات نهائية مثل لعب الاطفال والملابس الداخلية والاحذية والموكيت وغيره‮.‬































































































مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة