انزعاج نوبى من تصريحات جمال مبارك "حول العودة"

وجه نادى النوبة العام برئاسة مسعد هركى، انتقادات لما نشرته وسائل الإعلام على لسان جمال مبارك أثناء زيارته للنوبة، من أنه "يطالب النوبيين بالتعايش مع الواقع ويؤكد صعوبة عودتهم إلى النوبة القديمة"، وطالب الرئيس مبارك بالتدخل لحسم الأمر عن طريق إصدار قرار جمهورى ينظم موضوع العودة لغلق باب الاجتهاد، "ولاسيما أنه قد صرح مرارا خلال جولاته الداخلية وفى زيارته للولايات المتحدة الأمريكية بحقوق أبنائه النوبيين".

وذكر بيان أصدره نادى النوبة، والمجلس الاستشارى الأعلى للجمعيات النوبية اليوم أن التصريحات المنسوبة لجمال مبارك أمين سياسات الوطنى وتم تسريها عبر الصحف جاءت بمثابة "الصدمة"، خاصة وأنه لم يرد بشأنها أى تكذيب أو نفى سواء عبر الصحف القومية أو التلفزيون المصرى، فضلاً عن أنه لم يرد أى تأكيدات أو نفى لهذه التصريحات من خلال النشطاء النوبيين المشاركين فى فعاليات ذلك المؤتمر الحزبى الذى اقتصر فقط على أعضاء الحزب الوطنى بأسوان وبعض النشطاء المهتمين بالقضية النوبية.

وجاء بالبيان أن "أقوال بعض السادة المسئولين بالدولة هوت بالنشطاء النوبيين إلى هوة سحيقة، وتصيبنا بغصة فى الحلق بعد المضى الماراثونى فى لقاءات وحوارات مضنية مع أجهزة الدولة خلال الثلاث سنوات الماضية، استغرقنا فيها ساعات طوال مع السادة الوزراء المعنيين لتحقيق الوعد".

وأشار البيان إلى أن جهوداً حثيثة تم بذلها من قبل النادى النوبى العام لتقديم آلاف الأوراق والملفات التى تعكس سبل الحل ووضع نهاية مرضية للشأن النوبى الذى استغرق 45 عاماً، وأن الرجوع والنكوص المستمر عما يتم الاتفاق عليه مع المسئولين المعنيين يخلق نوعاً من عدم المصداقية وانعدام الثقة، ويثير البلبلة والشك فى صدق النوايا، مما يزيد من احتقان المواطنين نوبيين كانوا أو غير نوبيين.

وذكر البيان أن مواطنى مدن القناه الذين تعرضوا لهجرة اضطرارية ناجمة عن العدوان قد تم تعويضهم بالمساكن الأكثر رقياً وتكلفة عن مساكنهم المفقودة ، بينما طال أمد النوبيين الذين هاجروا إلى الأبد أرض الأجداد وينتظرون أكثر من 45 عاما ، وهو ما يخل بحقوق المواطنة.

وأكد البيان على أن مناطق التهجير فى نصر النوبة تعانى من تفشى حالة البطالة بمعدل يفوق معدلات أقرانه فى باقى القطر المصرى، نتيجة عدم توفير الدولة المصانع والأراضى الزراعية التى تمتص القوى البشرية القادرة على العمل، وأنه نتيجة لهذه المشكلة ارتفعت معدلات العنوسة فى المجتمع النوبى بصورة تفوق باقى مناطق الجمهورية، علاوة على اضطرار الكثير من الشباب النوبى للهجرة خارج الوطن والانخراط فى أعمال ووظائف قد لا تتناسب مع إمكاناتهم ومؤهلاتهم العلمية بهدف الإنفاق على أسرهم.

كما أشار البيان إلى أن منطقة نصر النوبة ليس لها ظهير صحراوى يأوى الأجيال القادمة، مما سيزيد من مشاعر الاحتقان والغربة للمواطن المصرى النوبى داخل وطنة مصر. مؤكداً على أن سياسة الإحلال والتجديد التى تقوم بها الدولة للمنازل بنصر النوبة والتى تعرضت للتآكل والانهيار بسبب عدم صلاحية التربة للبناء، أثبتت عدم جدواها، لاسيما وأن تكلفة البناء فى نصر النوبة للوحدة تتكلف 120 ألف جنيه فيما تتكلف 75 ألفاً فقط لوز تم البناء حول البحيرة، وهو ما جرى الاتفاق بشأنه مع وزارة الإسكان بحيث يتم إحلال 3000 منزل على ضفاف البحيرة، للصالح العام. هذا كما طالب البيان بضرورة الإسراع فى فصل دائرة نصر النوبة الانتخابية عن كوم امبو، حتى نضمن وجود صوت نوبى داخل مجلسى الشعب والشورى .