اهتمت صحيفة الجارديان برصد القتال الجارى فى شمال اليمن، وروت فى مقال كتبه "سيمون تيسدال إن ر" القتال المتجدد فى شمال البلاد بين الحكومة والقوات المتمردة يثير المخاوف من حرب بالوكالة فى الشرق الأوسط بين السعودية وإيران على الأماكن التى يوجد بها حكم فى الأجزاء الجنوبية من شبه الجزيرة العربية. وتقول الصحيفة، إن المحللين الغربيين ينظرون بدهشة إلى مشهد آخر، وهو أن أكبر المستفيدين من ضعف اليمن هم جهاديو تنظيم القاعدة الأصوليون.
وتحدثت الصحيفة عن نزوح اليمنيين من أماكن القتال، وقالت إن منظمات الأمم المتحدة رفعت حالة التأهب بعد أن فر 55 ألف شخص الأسبوع الماضى أغلبهم من النساء والأطفال من مدينة صعدة التى تدور فيها الصدامات بين قوات الرئيس على عبد الله صالح والشيعة الزيدية من أتباع سيد عبد المالك الحوثى. فارتفع عدد المشردين من اليمنيين بسبب القتال إلى 150 ألف شخص منذ يوليو الماضى بسبب النزاع الذى اندلع من جديد عام 2004 وإن كانت جذوره تعود إلى عام 1962.
وتشكو الأمم المتحدة من أنها لم تتلقََ سنتاً واحداً من نداء الطوارئ الذى اطلقته فى 2 سبتمبر للحصول على 23 مليون دولار على الرغم من الحاجة الماسة للاجئين. وتقول المنظمة، إن الأشخاص الذين نزحوا من صعدة وفروا إلى عمران وصلوا بعد أن أمضوا من ثلاثة إلى خمسة أيام سيراً على الأقدام. وكان الوصول إلى تلك المنطقة النائية خطراً وتجرى محاولات لفتح ممر إنسانى من المملكة العربية السعودية.
إلا أنه وبحسب ما يرى المتمردون الحوثيون، فإن السعودية جزء من المشكلة، ويدعون أن الرياض تتسلح وتدعم القوات الحكومية، وأطلقوا الأسبوع الماضى تسجيل مصور يظهر الأسلحة السعودية الموجودة. كما أنهم يزعمون أيضا أنه فجروا طائرات سعودية، لكن الرياض من جانبها أنكرت هذه الاتهامات.
وفى المقابل، فإن حكومة الرئيس اليمنى اتهمت إيران وحركة مقتدى الصدر الشيعية فى العراق بدعم المتمردين الحوثيين الذين يقولون إنهم يريدون مزيداً من الحكم الذاتى. كما أنهم يعارضون أيضًا انتشار التعاليم الوهابية السعودية، نظراً لارتباطها بالتشدد السنى على حد زعم الكاتب.
ولا تقتصر المخاوف السعودية على تداعيات عدم استقرار المنطقة الشمالية فى جارتها اليمن. فإحياء الميول الانفصالية فى الجنوب يرجع إلى تراجع الدخل القومى الذى تسبب فيه انخفاض أسعار النفط، وارتفاع معدلات البطالة بين الرجال والفساد والاختطاف ونقص المياة الحاد، مما يقوض قدرة الحكومة المركزية على الإبقاء على الدولة متوحدة. ففى الشهر الماضى كانت محاولة اغتيال وزير سعودى قادمة من اليمن.
أما عن إيران، فهى تعتقد أن لديها سبب جيد يدفعها للتشكك فى موقف الحكومة اليمنية الموالية للغرب، وهو الشك الذى عززته الزيارة التى قام بها الأسبوع الماضى جون برينان رئيس مكافحة الإرهاب بالبيت الألبيض إلى اليمن، تجاهل فيها الحرب المتصاعدة فى الشمال، سلم خلالها خطاباً من الرئيس الأمريكى باراك أوباما جاء فيه أن أمن اليمن حيوى لأمن الولايات المتحدة، وهو التزام مفاجئ من قبل الإدارة الامريكية، ووعد أوباما فى الخطاب بزيادة المساعدات الدولية والأمريكية إلى اليمن، كما شدد على الشراكة فى مواجهة "التهديد المشترك" الذى تمثله القاعدة والتشدد الإسلامى بشمل عام.
ويتطرق تسيدال إلى ما قاله الكاتب روبرت هاديك فى "مجلة الحروب الصغيرة" حول مخاوف وقلق السعودية الذى يتركز فى هدف طهران الفعلى هو السيطرة على ممرات الملاحة فى البحر الأحمر، ويقول إن هذا الهدف مقلق لأوباما وحلفائه مثل بريطانيا التى لها تاريخ استعمارى فى عدن. ولكن أشد ما يقلق واشنطن هو المحاولات الناجحة لتنظيم القاعدة فى إرساء قاعدة إقليمية لها فى اليمن مستغلة ضعف وتشتت جهود الحكومة.
الجارديان: حرب بالوكالة بين السعودية وإيران فى اليمن
الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009 10:27 م
جانب من تقرير الجارديان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة