ورلد برس: الإدارة الأمريكية تتجاهل أخطاء القاهرة

الإثنين، 14 سبتمبر 2009 10:23 م
ورلد برس: الإدارة الأمريكية تتجاهل أخطاء القاهرة ورلد برس: الإدارة الأمريكية تتعامى عن سجل مصر فى مجال حقوق الإنسان
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سلط موقع ورلد برس ريفيو المعنى بالشئون السياسية والاقتصادية فى دول العالم، الضوء على النظام السياسى فى مصر. وتحدث فى مقال كتبه أسامة دياب عن موقف الإدارة الأمريكية من النظام المصرى ودعمها له، ووجه الكاتب انتقادات لرؤية الإدارة الأمريكية وسياسة المعايير المزدوجة التى تتبناها.

ويقول دياب: فى الخطاب الذى ألقاه الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى القاهرة فى يونيو الماضى، قال "لدى إيمان لا يتزعزع بأن كل الشعوب تتوق إلى أمور محددة: إلى القدرة على الحديث العاقل وأن تكون لها رأى فى الكيفية التى تحكم بها، والثقة فى حكم القانون وتحقيق العدالة على قديم المساواة، وأن تكون الحكومة شفاقة ولا تسرق من الشعب، وتريد الحرية لتعيش بالطريقة التى تختارها. وهذه ليست أفكارا أمريكية فقط، ولكنها حقوق إنسانية ولهذا السبب فإننا سندعمها فى أى مكان".

وربط أوباما تطبيق هذه الأفكار بالاستقرار والأمن. وفى أغسطس الماضى، وخلال زيارة الرئيس حسنى مبارك إلى واشنطن، وصف أوباما مبارك باعتباره قوة استقرار. وكرجل مجامل، ربما كان أوباما يحاول فقط أن يكون مضيفاً كريماً مظهراً الاحترام. فمن الصعب الاعتقاد أن أوباما ببساطة لا يعى سجل النظام المصرى فى مجال حقوق الإنسان أو المرتبة المتقدمة التى تحتلها مصر فى تقارير الفساد الدولية. وقال الكاتب إنه يأمل ألا يكون أوباما يغض الطرف عن ممارسات مبارك لأنه يعتمد عليه كحليف مهم فى منطقة الشرق الأوسط الشائكة.

وقال الكاتب إن الثناء الذى حظى به مبارك من الرئيس الأمريكى يكشف عن سياسات المعايير المزدوجة التى تقوم على أن الحليف المهم لأمريكا فى المنطقة، والصديق لإسرائيل هو إحدى قوى الاستقرار، بغض النظر عن سياسة النظام الداخلية. ففى الثقافة الشعبية العربية تحمل كلمة "الكرسى" مدلولاً سياسياً يشير إلى الحكم أو السلطة السياسية. وفى الشرق الأوسط يتعلق الحكام بكراسيهم، وبمرور الوقت يصبح التعلق أقوى. والموت وحده هو الذى يضع نهاية لهذا الاتحاد بن الحاكم وكرسيه الذى يشبه الزواج الكاثوليكى. وأصبح هذا هو العادة وتبدو كلمة "الرئيس السابق" غريبة على الأُذن العربية.

وبالتالى، فإن الوصول إلى السلطة باستخدام الوسائل المشروعة يصبح بعيد المنال وهو السبب الذى يدفع الأحزاب والجماعات السياسية فى نهاية المطاف إلى اللجوء إلى الإضطرابات السياسية والاجتماعية. واستعرض الكاتب الجماعات التى تحدت النظام فى السنوات الأخيرة من كفاية و6 أبريل ودورها فى تظيم الإضرابات.

قال الكاتب أيضا إن مصر شهدت خلال القرن العشرين محاولات لتحدى السلطة خارج القانون والنظام منها اغتيال العديد من الشخصيات السياسية مثل رئيس مجلس الشعب رفعت المحوب عام 1990، وقبله الرئيس أنور السادات.

وبجانب الاغتيالات وموجة الإرهاب فى التسعينيات، شهدت مصر انقلاباً عسكرياً فى 1952 وثورة عام 1919 وانتفاضة طلابية على مستوى البلاد عام 1936 قتلت فيها الشرطة مئات من المحتجين. وأصبح العصيان المدنى فى الآونة الاخيرة مألوفاً وتحولت الإضربات العمالية إلى نوع من الرياضة الوطنية وأصبحت الاشتباكات بين الشرطة والطلاب أساسية فى البرامج الإخبارية وتسجل الوفيات يومياً خلال الانتخابات.

ويرى دياب أنه لما كان الوصول إلى السلطة صعباً، كلما اتجه الناس للبحث عن بدائل وسيكونون راغبين فى تحدى هذه السلطة خارج النظام. وعندما يصبح من الصعب الوصول إلى السلطة بالطرق الشرعية، تكون الأرض خصبة للانقلابات والثورات والاغتيالات والوسائل غير السلمية لانتقال السلطة. وهذا الأمر يبدو أن الرئيس أوباما ومستشاريه فشلوا فى فهمه عندما اعتبروا أن الرئيس مبارك قوى للاستقرار.

إضافة إلى ذلك، فإن محاولة اقناع الرأى العام بأن الرؤساء لا يتقدمون فى العمر أو يمرضون مثل باقى البشر هو إستراتيجية مستخدمة منذ أمد طويل فى النظام المصرى. وأشار الكاتب إلى الحكم الذى صدر بحق إبرهيم عيسى بعد نشره تقارير عن صحة الرئيس.

ثم يمضى قائلاً: بعد بقائه فترة طويلة على الكرسى الرئاسى، ربما يعتقد المرء أن مبارك أشبع تعطشه إلى السلطة، فقد حكم مصر لأكثر من 28 عاماً، إلى جانب السنوات التى قضاها فى منصب نائب الرئيس وضابط عسكرى رفيع المستوى. وربما يدخل مبارك التاريخ إذا استقال من منصبه وأجرى انتخابات حرة ونزيهة لاختيار خلف له. وبإمكانه أن يصبح مثالاً يحتذى به فى المنطقة بأن الديمقراطية يمكن تحقيقها، ويستطيع بسهولة أن يصبح مؤسس الديمقراطية فى المنطقة.

ويلخص الكاتب القول بأن إدارة اوباما تعتبر على ما يبدو أن دعم نظام مبارك هو طريقة سهلة للإبقاء على أهم دولة فى العالم العربى بعيدا عن أن تصبح دولة إسلامية، لكن على المدى الطويل سيتحقق العكس. فإذا كانت الإدارة الامريكية تريد احتواء التشدد وتحد من تأييد الجماعات التى تهدد استقرار المنطقة مثل الإخوان المسلمين، فإنها ستكون فى حاجة غلى العمل على إمكانية الوصول إلى السلطة بالوسائل الشرعية.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة