نقلت صحيفة واشنطن بوست ملامح مأساة يعيشها المصريون يوماً بعد يوم دون التوصل إلى حل جذرى لها، ألا وهى البيروقراطية المتفشية فى جميع أرجاء المصالح الحكومية وعلى رأسها مجمع التحرير، من خلال تجربة شخصية عاصرها مراسل وكالة الأسوشيتيد برس الأمريكى فى القاهرة بول سيكمن، الذى اصطدم بالواقع المرير عندما حاول استخراج جواز سفر لابنه، ولكن كان هناك خطأ فى الجنسية فى شهادة الميلاد أراد تعديله.
يقول "سيكمن" إن الحصول على الأوراق الرسمية فى مصر سواء كانت أوراق زواج أو رخص قيادة أو تراخيص بناء، إنما يعنى السعى بين "شبابيك" المصالح الحكومية والانتظار فى صفوف طويلة لا نهاية لها للحصول على طوابع بريدية لن تقبل الأوراق دونها.
وجاء فى دراسة أن كل مصرى يتكبد خسارة تسع ساعات على الأقل وعمل من ثلاث إلى خمس زيارات إلى المصالح الحكومية للحصول على ترخيص بناء أو نقل الأبناء من مدرسة إلى أخرى.
ويروى الكاتب كم كان يخشى زيارة مجمع التحرير هذا المكان الرمادى الذى أنشئ عام 1950، وتحمل طوابقه الثلاثة عشر على عاتقها عبق الماضى، للحصول على "طابع الدخول" الذى يحتاجه لإثبات أن ابنه ولد بمصر حتى يتمكن من أخذه إلى الخارج.
ويقول الكاتب إن المصريين يتعاملون مع هذا الوضع سواء بالتحمل والصبر، إما بدفع الرشاوى وطلب المساعدة أو "الواسطة". لذا لم يكن غريباً أن تعطى منظمة "جلوبال إنتجريتى" التى تراقب الحكومات وتفشى الفساد، آليات مكافحة الفساد فى مصر أقل تقديراتها، إلى جانب دول مثل العراق وأثيوبيا وليبيريا.
النظام فى مصر يغذى الشعور السائد لدى المصريين، وهو أن الدولة لا تهتم بشأنهم وتفعل القليل لهم، ويضيف "يجب أن نقر أمرين، أن هناك انهيارا كاملا فى الخدمات المقدمة للجمهور، وأن موظفى الحكومة مشتركون فى إضراب عام صامت عن العمل"، هكذا قال الكاتب الشهير فهمى هويدى فى مقال نشر له مؤخراً.
ويرى معد التقرير أن المجمع هو قلب البيروقراطية المظلم، فعندما أنشئ كان الهدف منه تلبية مطالب المصريين الرسمية، ولكنه أصبح على الرغم من ذلك مرادفاً للبيروقراطية بممراته الباهتة المتسخة ومكاتبه المكتظة بـ18 ألف موظف ينتمون إلى عشرات الوزارات والدوائر الحكومية المختلفة.
مراسل وكالة الأسوشيتيد برس الأمريكى فى القاهرة روى مأساته مع البيروقراطية المصرية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة