سعيد شعيب

قومية اليهود

الإثنين، 14 سبتمبر 2009 12:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا زلت أتذكر استنكارى الشديد، ليس كصحفى فقط، ولكن كمصرى أولا، عندما كرر محمد مهدى عاكف رئيس جماعة الإخوان ترحيبه بأن يحكم مصر مسلم ماليزى، كان ذلك فى حوار معه منذ عدة سنوات والذى قال فيه أيضا "طظ فى مصر وأبو مصر واللى فى مصر".

فهل المسلم الصينى مثلا أقرب إلى من المصرى أيا كانت ديانته وعقيدته؟
شجعنى على طرح السؤال التعليقات على مقالة اليهود التى نشرتها على موقع اليوم السابع يوم السبت، سواء المختلفة أو المتفقة.. صحيح أن هناك مشتركات بين أصحاب العقيدة الواحدة أيا كانت البلد التى يعيشون فيها، ولكن هل يمكننا الموافقة على ترحيب رئيس الإخوان بأن يحكمنا أى مسلم فى أى مكان فى العالم؟

لا أظن، لأنه ومهما كان عمق الرابطة الدينية، فهو فى النهاية شخص غريب عنى، لا يعرف شيئا عن بلدنا ولا عن طبيعتنا، ولا مشاكلنا ولا ثقافتنا ولا عاداتنا.. ومن ثم فمن المستحيل أن يستطيع إدارة دولة لا علاقة له بها.

هذا بالضبط هو المعنى الأساسى الذى لخصه باقتدار الدكتور قدرى حفنى فى العدد الأخير من مجلة المصور.. أن الدين، أيا كان يلعب دورا فى بناء الشخصية، ولكن التشابه فى العادات والتقاليد والقيم واتجاهات الرأى العام وما إلى ذلك، إنما هى جميعا أمور يكتسبها المرء من بيئته الاجتماعية عبر ما يعرف بعملية التنشئة.

والمقصود بالمجتمع هنا، ليس أصحاب ديانة واحدة، ولكن كل من يعيشون على أرض الوطن،ولذلك من المستحيل أن تفصل فى النسيج المصرى بين مشاركة مختلف أصحاب الديانات والعقائد فى بناء ما يمكن أن نسميه الشخصية المصرية، فقد شكلت نسيجا منصهرا، ولكنه فى ذات الوقت لا ينفى التباينات، ليس فقط بين أصحاب الديانات والعقائد، بل بين الطبقات الاجتماعية والمناطق الجغرافية.

بالتالى لا يمكننا أن نعتبر اليهود المصريين جالية، ولكنهم مواطنون مصريون مثلهم مثل المسيحيين والمسلمين، بل والملحدين.. وهذا ينهى الأسطورة الكاذبة التى تروجها إسرائيل بأن اليهودية قومية، وأنها ممثلة اليهود فى العالم، لأننا لو صدقنا هذا الزعم العنصرى، فمعناه أن نساند ونمنح هذا الكيان شرعية ضد العقل والمنطق والتاريخ والإنسانية.


موضوعات متعلقة

اليهود





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة