بعد التجارب البارزة فى تترات المسلسلات بريادة الشريعى و حجاب والأبنودى و ياسر عبد الرحمن ، وروائع مسلسلات "الأيام" و"المال و البنون" و"العائلة" و"ذئاب الجبل" ، أصابت الشيخوخة المبكرة تترات المسلسلات لفترة زمنية طويلة، حتى أصبحت جراج من انتهت صلاحيتهم كمطربين .
وفى وقت آخر تحول التتر إلى "علقة" للمشاهد قبل أن يتابع المسلسل الذى يحبه، كلمات دسمة وموسيقى مملة من أيام الستينيات، ومن كان يصدق قبل عدة أعوام من الآن أن تتر المسلسل من الممكن أن يتحول إلى أغنية تجارية تذاع فى المولات والمناسبات، وتتحول إلى رنة على الموبايل ويتم تحميلها على مواقع الإنترنت أيضا، وتصبح الأغنية المفضلة لدى الشباب، وهل من الممكن أن يكون التتر وحده سببا فى نجاح مسلسل بأكمله؟ الإجابة نعم إذا حمل التتر توقيع الثنائى محمود طلعت وأيمن بهجت قمر اللذين تدين لهما الدراما بتجديد دماء تتراتها والخروج بها من دائرة الكلمات الرسمية البعيدة عن تعبيرات المشاهد إلى مفردات لغوية وموسيقية هى الأقرب إلى أذن المشاهد والأكثر تعبيرا عن المعانى التى تجول بنفسه لذلك لا يحتاج التتر أن يذاع أكثر من مرة حتى يلصق بأذن المشاهد مرددا إياه بصورة كبيرة.
الثنائى المبدع أسسا مدرسة جديدة فى صناعة التتر الدرامى يعتمد على مفردات الشعبية الدارجة بعيدا عن "الفذلكة" والجمل الموسيقية السهلة والخفيفة وليست التافهة التى من السهل أن يرتبط بها من يسمعها بعيدا عن الموسيقى الدسمة التى تبعث على السأم ، والذى يوصف حدوتة المسلسل مقدما الحالة الدرامية فى شكل أغنية تمهد المشاهد لما سيراه فى الأحداث ، وذلك بعد أن كانت التترات مجرد معانٍ فى المطلق لا تحمل خصوصية للعمل أى أن استبدالها لم يكن يؤثر على العمل، وهو الأمر الذى شجع الأصوات الشبابية أن تعلن هجرتها إلى تترات الدراما .
اشترك الثنائى طلعت وقمر فى تقديم تتر مسلسل "يتربى فى عزو" الذى كان نقلة فى صناعة تترات المسلسلات حتى أصبح أغنية العام والأكثر إذاعة و استماعا بين أغانى السوق لتامر حسنى و عمرو دياب وسميرة سعيد، بل كنا نسمعه فى الكافيهات حتى أن المطرب هشام عباس كان يطلب منه غالبا غناء هذه الأغنية عند استضافته فى أى برنامج رغم ما لديه من رصيد لأغانٍ ناجحة أيضا.
قدم لنا الثنائى محمود طلعت وأيمن بهجت قمر هذا العام تترات مسلسلات "عصابة بابا و ماما" و"بشرة سارة " و"حكايات وبنعيشها" و"تاجر السعادة" بصوت مدحت صالح و"ابن الأرندلى" بصوت نانسى عجرم .
وتفرد الثنائى بالتعبير عن حالة شخصيات مسلسلاتهم بتقديم حالة غنائية متفردة، حيث تغلب على كلمات قمر مفردات خاصة، نسمعها بوضوح فى كلمات تتر "ابن الأرندلى" عندما قال "حلنجى لعبى وماشى على السلك .. ولا عمره فرق ذاك من تلك"، وكذلك نسمع فى تتر مسلسل تاجر السعادة "لو جاى لحد بلوه مايخدش فى أيده غلوه بس أنت ماتنسهوش و شوفه بلقمة حلوة أو 10 جنيه زيادة".
ويبدو أنه هناك كلمة سر بين الاثنين لما بينهما من كيمياء لا نراها بين اثنين مثلهما ، رغم أعمالهما التى قدمها منفردين هذا العام، كل منهما مستقلا عن الآخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة