إسماعيل كاشف يكتب:حل لمشكلة القرنين.. طوابير الخبز

الإثنين، 14 سبتمبر 2009 08:42 م
إسماعيل كاشف  يكتب:حل لمشكلة القرنين.. طوابير الخبز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رئيس المجلس الأعلى لمدينة لن أذكر اسمه ولن أبوح باسمها، فقد حقق معجزة القرن بحل مشكلة القرنين العشرين والحادى والعشرين، ألا وهى مشكلة الخبز وقضى على مشكلة طوابير الخبز بطريقة بسيطة وسهلة، ولكنها احتاجت لكسر بعض حلقات الروتين واللوائح والنظم التموينية، فمدينته مقسمة لأربعة أحياء كبيرة، وفى كل حى مخبز أو مخبزان أو ثلاثة حسب الكثافة السكانية، وقام بمساعدة مفتشى التموين وبالزيارات الميدانية، وسؤال المواطنين عن أصحاب تلك المخابز، واختار أربعة منهم ممن يتصفون بالتقوى والسماحة والقناعة والعفاف والأمانة، ولم يعرف عنه بيع الدقيق المدعم، ولم يسجل عليهم قضايا المخابز المشهورة مثل الغش فى وزن الخبز أو مسامير أو صراصير أو قش فى العجين، وأنهم يشرفون على خطوات إنتاج الرغيف منذ فتح الأجولة إلى خروجه على الطاولات الخشبية أو الجريدية.

وطلب منهم فى اجتماع خاص أن يشغلوا مخابزهم الأربعة 24 ساعة، وأن ينتجوا الرغيف أبو شلن وأبو عشرة وأبو 15 والعيش الفينو، وسيصرف لهم ما يحتاجونه من الدقيق المدعم فى البداية حتى تثبت لدى المراقبين للتجربة حجم الكمية الكافية لكل مخبز على حدة، والهدف من العمل 24 ساعة هو أن يجد المواطن الخبز فى أى وقت من الليل والنهار، ولا يعنى ذلك أن تتوقف المخابز الأخرى ولا ينتقص من حصتها، ولكنها تظل تعمل بالطريقة التقليدية التى نظمتها إدارة التموين من ناحية ساعات العمل وطريقة البيع.

وبعد مرور فترة على انطلاق التجربة لوحظ الآتى:

أولاً: عاد الإعجاب بالرغيف السخن، وأضحى المواطن يشترى قدر طقة واحدة لأسرته، وسجل المراقبون أن بعض المواطنين كان يكتفى برغيف واحد فقط ويمضى شوفتوا العجب.

ثانياً: لم يعد الموظفون يستأذنون بدرى شوية ليشترى بجنيه خبز، وإلا فإنه لن يجد شيئاً فى الكشك.

ثالثاً: أصحاب المخابز التقليدية ثارت فى صدورهم نار الغيرة والتحدى، ويتمنون فشل هذه التجربة فحسنوا خبزهم فغربلوه وكبروه ونسسوه (ينس أى يأخد وقته فى النضج على النار) وكيسوه وغطوا الأكياس بغطاء أبيض نظيف ونقلوه بحب وحنان إلى الأكشاك/ ولم يبق إلا صبى يستأجروه ليقول للزبائن: قرب وجرب، قرب وجرب عيشنا أبيض ومفقع.

رابعاً: والشىء الغريب أن كلا النوعين ترك المواطن ينقى الخبز وياخد الرغيف اللى يعجبه، ويخلى الرغيف المقطوع والملسوع والنى والمحروق، فالمواطن خد عيش للأكل ومش للوز والبط والفراخ والغنم والمعيز، ففى الأول كان معذور ياخد رصة العيش اللى بجنيه، ولما يروح البيت يلاقى عشرة للأكل والباقى لا يصلح للاستهلاك الآدمى، فبدل ما يرميهم يعطيهم للفراخ أو للقطط والكلاب، أو ينشفهم ويعملهم علف للحيوان، ولكن الآن كل شىء تمام وراق البال والحال.

خامساً: لاحظ المراقبون للتجربة أن كمية الدقيق التى كانت تصرف لجميع المخابز قبل التجربة هى نفسها قبل التجربة بل أقل، وذلك لعدم وجود الحيوانات والطيور فى قائمة المستهلكين لخبز البنى آدميين.

وتوتة توتة خلصت الحدوتة حلوة ولا ملتوتة، وأنبهك عزيزى القارئ أنها قصة فيها بعض الخيال الغذائى، ولكنها تصلح لحل مشكلة القرنين العشرين والحادى والعشرين.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة