أسئلة جديدة عن الوسط فجرها مقال عصام سلطان

الأحد، 13 سبتمبر 2009 11:39 م
أسئلة جديدة عن الوسط فجرها مقال عصام سلطان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالعدد السادس والأربعين من الجريدة مقال الأستاذ/ عصام سلطان المحامى، والقيادى بحزب الوسط عنوانه «قصة حزب الوسط بين الوطنى والإخوان»، والحقيقة أن المقال وكاتبه هو أحد القادة المؤسسين قد أثار لدى بعض التساؤلات التى لم يجب عنها المقال أو توقف قبل أن يجيب عنها وأرى أهمية التعرض لها والإجابة عليها.

أولا: فالوسط المطروح ليس هو الوسط المخاض والنشأة، ذلك أن عملية ميلاد الوسط وما تبعها من شد وجذب ومحاولات شباب أن يخرجوا بفكرتهم للنور وما قابلها أولا من محاولات سطو مفضوحة، ثم محاولات تبرؤ ثم تلطيخ ثم هدم... يختلف عن وسط اليوم.. فالوسط اليوم ليس هو أبوالعلا وصحبته الأولين ولكن الوسط هو ملك كل من كان يتطلع بشوق إلى فكرته ومبادئه ومعانيه، بل هو ملك الغالبية المنتظرة.. ولم يعد الوسط هو موضوع السجال لمعارك مفتعلة قصد منها الإخوان والوطنى أن يضعوا الحزب وفكرته دائما فى المربع صفر.. وهى معارك تفتعل وخصومات تشعل من الفريقين كلما استشعروا أن للحزب خطرا عليهما وأن الحزب بدأ يكسب مصداقيته بعدما آمن الجميع باستقلالية فكرته وتفرد مشروعه، هنا تضطرم نيران الحقد والغضب فيبدأ مسلسل التشويه.

ثانيا: الوسط ليس هو «البعض» من جيل الوسط من الإخوان الذى بدأ الحراك والبحث عن صيغة جديدة وترجمة الأفكار والأمال ثم الفرار بها من بين رحى التحجر والتكلس إلى فضاء واسع لتتلقف فكرته المتعطشين لها وهم من بات عددهم وحجمهم يربو على السادة المؤسسين.. فالوسط فكر ومبادئ خلاص وليس أشخاصا مهما بلغ قدرهم، الوسط طريق نرى كمؤسسين أنه الطريق الغائب والذى يترجم مطالب وقيم ومبادئ غالبية سكان هذه الأرض الطيبة فالوسط جاء ليضبط ما يجيش بصدور الشعب لا ليضع نظاما غريبا متعاليا على الشعب، الوسط نبت لفكر وسيط دشن له عمالقة أمثال الإمام/ محمد عبده، والدكتور/ زكى نجيب محمود، والمستشار/ طارق البشرى، وغيرهم من قادة التنوير ممن أعلوا قيم العدالة وحرية الفكر والتعبير والمساواة.. المساواة بين أبناء الشعب الفيصل هو أن تكون مواطنا ثم بعد ذلك ما هى مؤهلاتك وقدراتك، دون ضوابط لتميز جنسى أو دينى أو فكرى وهذا الفكر ما يتبناه وبصدق مؤسسو الحزب، ومن هنا كانت مبادئ الإصلاح ومنهجه التى يتبناها الحزب تتردد وبحق وتلهج بها ألسنة الشعب المصرى - كما قالت لجنة الرفض «لجنة الأحزاب» وهذه شهادة منها بأن أفكار الحزب تعبر وبحق عن السواد الأعظم للشعب المصرى.

ثالثا: فالوسط ليس حزبا دينيا ولا أصلا هذه وظيفته، وليس له إنتاج خاص للإسلام ولا هذا مطلوب منه، وإنما للوسط إيمان وفهم واقتناع بوسطية الإسلام القناعة القائمة على المطالبة بترسيخ القضايا الكلية للإسلام، والتى تمكن لمشروع حضارى كبير متفرد وناضج يملك رؤية مختلفة وجدية مشروع لا يحمل بين طياته «تُقية» وإنما يعلن عن نفسه وبوضوح ويؤمن بأن النسيج المصرى نسيج تراكمى جُدل من موقع مصر ونيلها وتاريخها من قادتها من الإمام/ محمد عبده وسعد زغلول والبنا ومكرم عبيد وسرجيوس وعبدالناصر دون عقد تاريخية يسعى لترسيخها وأفكار شاذة تقوم على الفرز بالجنس أو الدين.

رابعا: وهو الأهم فلو فرضنا أن تخلى أبوالعلا وأحد من صحبته الأولين عن الحزب أو مبادئه فلن يضير الأمر شيئا لأن فكرة الحزب ومبادئه وجدت بالفعل من رسخت فى ضمائرهم ومن هم على استعداد أن ينفقوا أعمارهم نضالا خلف تلك الفكرة وأن يقوموا عليها ويحفظوها من الغائرين عليها، ذلك أنك إذ أنت آمنت بفكرة لم تعد بقدر نفسك وإنما بقدر ما أنت به مؤمن.

إبراهيم فاروق الحمامى - محام ومؤسس للوسط






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة