هلال يعرض رؤية مصر لمسار اليونسكو

عرض وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى الدكتور هانى هلال رؤية مصر لمسار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" خلال السنوات الأربع القادمة.

وقال الدكتور هلال فى كلمته أمام أعمال الدورة الـ182 للمجلس التنفيذى لمنظمة "اليونسكو" المنعقدة حالياً بمقر المنظمة بباريس وتستمر حتى 23 سبتمبر الحالى، إن التغيرات السريعة والمتعاقبة التى شهدتها الأنظمة العالمية، وما يشهده العالم من تحديات وأزمات متلاحقة وغير مسبوقة، تدعو إلى تعزيز منهجية العمل متعدد الأطراف، وتؤكد أهمية رسالة المنظمة أكثر من أى وقت مضى، كونها المنظمة الأممية التقنية القادرة على إيجاد حلول لمواجهة التحديات العالمية المشتركة.

ودعا الدكتور هلال إلى تعزيز الإصلاحات الهيكلية والإدارية للمنظمة من خلال إعادة هيكلة قطاعات المنظمة بما يتماشى مع الموازنة والبرنامج لتعزيز آليات العمل والاتصال بين القطاعات من جهة، وبين الأمانة والدول الأعضاء من جهة أخرى، لتعميق تبادل المعارف والخبرات.

وطالب الوزير بتطوير آليات الإدارة الشاملة لمعاهد ومراكز اليونسكو المختلفة وإعطائها الصلاحيات والمرونة بما يمكنها من الاطلاع بمهامها على نحو فعال وحشد مزيد من الموارد من خارج الميزانية، بالإضافة إلى تفعيل آليات التخطيط والمتابعة والمراقبة.

وفيما يتعلق بعلاقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" بالمنظمات والهيئات الأخرى، دعا وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى الدكتور هانى هلال إلى ضرورة تحديد المهام الموكلة لها، ورسم طريقها كوكالة تقنية متخصصة بين منظمات وهيئات الأمم المتحدة الأخرى، بالإضافة إلى ضرورة إيجاد شركاء جدد من مؤسسات المجتمع المدنى وخلق مشروعات مشتركة مع التكتلات الاقتصادية والاجتماعية الدولية والإقليمية.

وحول المحتوى الموضوعى لعمل المنظمة وأنشطة قطاعاتها، أكد الدكتور هلال أنه يتعين على المنظمة فى ضوء محدودية منظمتها، إعادة ترتيب الأولويات والتركيز على أهداف أكثر فاعلية ووضوح وقابلية للتطبيق، مشدداً على أهمية الدور المحورى للتعليم والثقافة فى التنمية.

وطالب هلال بضرورة تقييم برنامج التعليم للجميع وإعادة تنظيمه ليحقق أكبر قدر من التوازن بين جهود المنظمة فى مكافحة الأمية وتطوير التعليم الأساسى من ناحية، وبين الاهتمام بالتدريب والتعليم الفنى والمهنى وتطوير التعليم العالى والعمل على رفع جودته من ناحية أخرى.

وعبر الوزير عن إيمان مصر الراسخ بأن التقدم فى العصر الحالى أصبح رهناً بالرؤى المتجددة لتوظيف العلوم والتكنولوجيا بشكل عملى لتحقيق التنمية المستدامة وتضييق الفجوة المعرفية بين الشمال والجنوب.

وأشاد هلال بدور منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" فى تشجيع الابتكار ونشر العلوم والتكنولوجيا الحديثة والمعايير الأخلاقية لاستخدامها، ووضع التدابير الخاصة للحد من المخاطر ومواجهة الكوارث وإدارة الموارد المائية وإدارة شئون المحيطات والمناطق الساحلية وتنميتها بصورة مستدامة.

وعبر الدكتور هانى هلال عن تأكيد مصر على ضرورة إيلاء أكبر قدر ممكن من الاهتمام بالقارة الأفريقية وقضايا المساواة بين الجنسين ودعم تعليم الفتيات، وضرورة تعزيز المشروعات الرائدة للمنظمة فى استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات فى التعليم والثقافة.

ودعا الدكتور هلال إلى جعل اليونسكو منتدى للحوار بين الثقافات فى إطار من التبادل الحضارى الذى يدفع إلى التواصل والتكامل بين الشعوب، وتجسيد مبدأ التصالح مع الآخر والبعد عن العنف والتطرف.

ولفت الدكتور هانى هلال إلى أن مصر من منطلق مكانتها التاريخية والحضارية، كانت من طليعة الدول التى عملت على نشر وتحقيق الأهداف التى أنشئت من أجلها منظمة اليونسكو، معرباً عن اعتزازه بكافة صور التعاون البناء بين المنظمة ومصر على مدار أكثر من ستين عاما.

وأشار إلى أن مصر تتطلع إلى منظمة أكثر ديناميكية وحيوية وأكثر انسجاماً مع متطلبات العصر الذى نعيشه، حيث نحتاج إلى يونسكو قوية وذات رؤى مستقبلية تتصدى للتحديات، وتقدم الحلول فى ظل النزعة الإنسانية الجديدة، وفى إطار من التصالح والأخلاقيات بما يهدف إلى إقامة مجتمعات أكثر عدلا وإنصافا بفضل تنمية اقتصادية واجتماعية قائمة على الثقافة والعلوم والمعرفة.