أكد الشاعر عبد المنعم رمضان أن كل ما يثار حول قصيدة شرفة ليلى مراد والشاعر حلمى سالم، وفوز الكاتب سيد القمنى بجائزة الدولة التقديرية لا علاقة له مطلقا بحرية الرأى والتعبير، وإنما هى قضايا يخوضها المثقفون نيابة عن وزارة الثقافة، أو بالأدق نيابة عن النظام، ويعتبرها لعبة من المثقفين لصالح النظام بأكمله ضد الجماعات الإسلامية، قائلا "هل هى حرية التعبير أم حرية وزارة الثقافة؟".
وقال رمضان لليوم السابع "أنعى إلى المعنيين بالأدب وحرية الرأى والتعبير الكاتب توفيق عبد الرحمن صاحب رواية "قبل وبعد" وهى واحدة من ثلاث روايات صادرتها وزارة الثقافة، ولم نسمع شيئا عن حرية التعبير وقتها، فكما قتل عقب مشادة مع سائق ميكروباص، قتل أيضا عشية صدور روايته عقب مشادة مع مسئولى وزارة الثقافة".
عبد المنعم رمضان طرح سؤاله الخاص حول الأزمات السابقة قائلا "هل هى حرية تعبير أم حرية وزارة الثقافة"، ومشيرا فى الوقت نفسه إلى أن آخر القضايا الكبيرة لحرية التعبير كانت قضية نصر حامد أبو زيد التى يحق لنا إلحاقها بقضايا أخرى مماثلة ضد الشيخ على عبد الرازق والدكتور طه حسين".
أما بالنسبة للقضيتين موضع الذكر فيبرر رمضان عدم اعتبارهما من قضايا حرية الرأى والتعبير قائلا: "مع احترامى الكامل لصديقى حلمى سالم وسيد القمنى وغيرها من القضايا فيمكن أن ننظر لها على النحو التالى: حلمى سالم ينشر قصيدته فى مجلة إبداع الصادرة عن وزارة الثقافة، ويمنح منها جائزة الدولة للتفوق، وسيد القمنى يمنح أيضا جائزة الدولة من وزارة الثقافة"، وتأتى التيارات السلفية فتعترض على وزارة الثقافة باسم حلمى سالم وسيد القمنى، فتنشأ معركة بين المثقفين الذين ينعمون بخيرات وزارة الثقافة وهذه التيارات السلفية".
ولكن من زاوية أخرى كما يقول "رمضان" تصادر وزارة الثقافة ديوان أبى نواس وثلاث روايات منها رواية توفيق عبد الرحمن، ويصدر الكاتبان صلاح الدين محسن وعلاء حامد روايتان على نفقتهما الخاصة ويحاكمان بسببهما مع الناشر والموزع ويسجنان، وتصادر بعض كتب نوال سعداوى المنشورة فى غير وزارة الثقافة، وكتب من خارج مصر آخرها "أطفال منتصف الليل لسلمان رشدى"، وفى كل هذه الحالات السابقة لا يفكر المثقفون فى حرية الرأى والتعبير ولا يدافع أحد عنها ولا عن علاء حامد ونوال السعدواى، وغيرهما، ويضيف رمضان مندهشا "عندما تصادر وزارة الثقافة كتابا تنسى حرية الرأى والتعبير، ولكن عندما يسألونها لماذا تمنح الجوائز لبعض من يستحق تقول حرية الرأى والتعبير".
عبد المنعم رمضان يسأل سؤالا استنكاريا مفاده أنها حرية وزارة الثقافة ومعركة للزج بالمثقفين بها للدفاع عنها فى حالة الحاجة، بل يذهب إلى أكثر من ذلك، ويعتبرها لعبة من المثقفين لصالح النظام بأكمله ضد الجماعات الإسلامية، يقول "هل هى حرية التعبير أم حرية وزارة الثقافة.. بلغة أخرى هل هى حرية التعبير أم حرية النظام خاصة إذا انتبهنا أن البدرى بقضاياه لم يرفع أى قضية إلا ضد الكتب الصادرة فى وزارة الثقافة بدعوى أنه يدافع عن أموال الدولة والشعب"
عبد المنعم رمضان: البدرى محض أداة يستخدمها النظام
"رمضان يؤكد أنه سواء علم البدرى أو لم يعلم فهو محض أداة يستخدمها النظام فى استنفار المثقفين الليبراليين العلمانيين التنويريين الذين يحيون تحت مظلة وزارة الثقافة وينعمون بنعيمها، ليحاربوا نيابة عن النظام التيارات الدينية لكى لا يتورط النظام فى حرب مثل هذه ربما تجعل العامة ينظرون إليها باعتبارها معادية للدين"، ولذا يعتبر "رمضان" أن النظام يريد أن يقوم بدور الحكم، ويدفع المثقفين إلى أن يحاربوا حربه بالوكالة، فى الوقت الذى يستدرجهم فيه يوسف البدرى على طريقة أفلام حسن الإمام.
التاريخ السرى الحافل لوزارة الثقافة فى المصادرات
كما يشير رمضان إلى التاريخ السرى الحافل لوزارة الثقافة فى المصادرات السرية التى يعلمها جميع المثقفين كما حدث مع ديوان آية جيم للشاعر حسن طلب وديوانه "الغبار" اللذين سحبتهما الوزارة بعد طباعتهما بحجة الإساءة إلى الدين ويقول "كلنا نحن المثقفين نعرف تاريخ الوزارة فى المصادرة، ورغم ذلك يتواطأ المثقفون فى الصمت عنها، ولا يتحركون إلا عندما تلمح لهم الوزارة بالتحرك باسم حرية الرأى والتعبير".
وردا على سؤال حول القضيتين اللتين رفعتا ضده بسبب قصيدتيه "التعويذة وأنت الوشم الباقى"، وتم خلال ذلك استجواب وزير الثقافة فى مجلس الشعب أكد رمضان أنها أيضا ليست قضية حرية تعبير.
السر فى سحب أحمد نوار الأعمال الكاملة للشاعر أنس الحاج
كما كشف رمضان عن أن رئيس هيئة قصور الثقافة السابق أحمد نوار سحب الأعمال الكاملة للشاعر أنس الحاج من السوق بعد طباعتها بالهيئة، بعد أن نما إليه أن فيها ما يمس الذات الإلهية والعقائد، وتم ذلك بسرية مطلقة وزعموا أنها نفدت مع أن هذا ليس صحيحا أبدا.
"رمضان" يختتم حديثه قائلا: "كلنا نعرف قصة الملك داوود مع المرأة التى أعجبته ولما علم أنها متزوجة وأن زوجها أحد جنوده رقاه وجعله قائدا فى أول الصفوف، وهو فى الحقيقة يقصد أن يتخلص منه لأنه فى أول الصفوف، والمثقفون ربما يكونون بالنسبة للسلطة والنظام هم زوج المرأة الجميلة التى يتشهاها النظام ولذا يدفعهم إلى أول صفوف الحرب مع التيار الدينى، وربما ينتصر أحدهما، وربما يضعف كل منهما الآخر فى الوقت الذى يستمتع فيه النظام بملذاته السرية".
ويضيف أنه لذلك لا يجب علينا أن نحارب يوسف البدرى لأن له الحق فى إبداء آرائه بالطرق المشروعة، وأن حربنا إذا شئنا أن نحارب يجب أن تكون موجهة ضد القوانين التى تسمح ليوسف البدرى برفع القضايا، ولكن هذه الحرب تعنى أننا لم نعد جنود الملك داوود أو بمنعنى أدق لسنا جنود النظام".