محمد حمدى

الفتنة كما رآها عبد الرحمن

السبت، 12 سبتمبر 2009 07:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أسعدنى صديقى على صفحات اليوم السابع عبد الرحمن، وهو لا يكمل بقية الاسم، برسالة شخصية على بريدى الإلكترونى رأيت عرضها على جميع القراء نظرا لأهميتها:
يقول عبد الرحمن: رأيت موضوعا غريبا على أحد المنتديات، عثرت عليه بالصدفة عندما كانت زوجتى تبحث عن محلات أولاد رجب على جوجل، فظهر تحذير على أحد المنتديات للمسيحيين من التعامل مع مجموعة محلات بحجة خطف البنات.

ويضيف عبد الرحمن: لا يهمنى التحريض على المحلات بعينها، ولكن على مضمون هذا الكلام الذى فيه نوع من الطائفية والتقوقع، وبث أخبار من شأنها إثارة الخوف من الآخر فى المجتمع، وبالتالى تبدأ فى تفكيك النسيج الاجتماعى لمصر، وقد قرأت أكثر من موضوع عن محاولة المسيحيين التقوقع والتعامل مع المسيحيين ما أمكن فى البيع والشراء والخدمات، وأنا لا أدرى حقيقة هذا الكلام، لكن إن كان حقيقيا فهذه مشكلة كبيرة لأنها تولد نوعاً من العزلة، وبالتالى عدم الاندماج فى المجتمع.

ويضيف عبد الرحمن: أشعر أن هناك محاولات كثيرة لنشر الفتنة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر، وأخشى على مستقبل هذا البلد لأنه مستقبل أولادى وأولادك، ويجب علينا أن نحاول تأمين مستقبل مقبول لهم حتى لا نصبح مثل العراق أو لبنان، وصدقنى شعب مصر شعب طيب مسلمون ومسيحيون، المشكلة تحدث دائماً، عندما يتم الشحن على أساس الدين، وهنا يتحول كل منهم إلى وحش، وينسى الحب والمودة.

ويقول: أنا أتعامل يومياً مع زملاء مسيحيين، وعندما نتعامل بعيدا عن الدين وعلى أساس الاحترام المتبادل، وأننا شركاء فى الوطن تظهر الطيبة المصرية والود والعلاقة الجميلة.. لقد عملت فى الخليج مع أناس من كل الجنسيات والملل، ولم يكن الدين عقبة فى التعامل، رغم أنه لا يوجد بيننا قواسم مشتركة سوى السعى إلى لقمة العيش، بينما فى مصر يوجد الكثير من القواسم المشتركة التى يمكن أن نبنى عليها علاقتنا".

انتهت رسالة الصديق عبد الرحمن ولا تعليق لى عليها سوى أنها من مواطن مصرى حقيقى يؤمن ببلده ودينه وحقه فى الحياة وحق أولاده فى المستقبل، لذلك هو يشعر بانزعاج شديد من مظاهر الطائفية التى يراها، وقد عدت للموقع الإلكترونى الذى نشر تحذيرات للمسيحيات من التردد على محلات أولاد رجب فرع الظاهر، ويحمل الموقع اسم منتدى الراعى الصالح، ووجدت نص التحذير المكتوب كتالى: "الكثير منكم أو القليل يعلم بحالات اختطاف الفتيات القبطيات من قبل الجماعات المسلمة التى تتلقى الدعم المادى من أمراء البترول فى السعودية.. ولعل آخرين قد سمعوا عن حملة المسلمين لمقاطعة موبينيل لأن صاحبها مسيحى أو الحملة التى أطلقت مؤخرا ضد الشركات القبطية ودعوة مقاطعتها.. ومن أهم المنظمات الإسلامية التى تهدف لخطف بناتنا وأسلمتهم محلات: التوحيد والنور- المحمل- أولاد رجب، ومن طرقهم السابقة أنهم يدعون حين يرون فتاة مسيحية أنها فازت فى سحب ما، ويدعونها للمخزن ويعتدون عليها، أو يغرونها بمشروب به مادة مخدرة ويتم الاعتداء عليها، وتصويرها، وذلك لإجبارها على الإسلام".

أشكر عبد الرحمن على فتح هذا الموضوع لأنه بصراحة أحد أهم أبواب انتشار الفتنة الطائفية، وأقصد الشائعات، وطبعا شائعة خطف الفتيات المسيحيات فى المحلات التى أصحابها مسلمون والاعتداء عليهن تخريف لا ينطلى على أحد، لكن للأسف حين يسود مناخ الطائفية يصدق الناس أى شىء.. وكل شىء.

ويذكرنى هذا الموضوع حينما ذهبت إلى المنيا فى نهاية الثمانينات لإجراء تحقيق صحفى عن ظاهرة الصلبان على حجاب الفتيات المسلمات، مما هدد فعلا بفتنة طائفية وأعمال عنف، الحمد لله أنه تم احتواؤها.. وكانت الشائعة تقول إن المسيحيين يرشون حجاب الفتيات المسلمات بسبراى فيظهر عليه الصليب فى الحال!

وبالطبع هناك العشرات من هذه الشائعات والأقوال السخيفة التى تحتاج منا جميعاً أن نتصدى لها ليس بالسكوت أو الاكتفاء بالنفى، وإنما بالحديث عنها حتى نمنع أن تتضخم الشائعة وتكبر ثم تكبر حتى تحرق الكثيرين.. لذلك فإن ما فعله عبد الرحمن هو عمل إيجابى ضد الفتنة نشكره جميعا عليه، ونتمنى من الجميع رصد مثل هذه الظواهر السلبية ومحاولة كشفها بالحديث العاقل، حتى نمنع نيران الفتنة من الاشتعال.. لعن الله من أشعلها!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة