كتبت مجموعتها القصصية «الناشط على» الخاصة بالأطفال وحصلت علي جائزة التميز للصحافة، هى هويدا حافظ أربعينية العمر عشرينية الروح، تجيد الحديث بالفرنسية والإنجليزية، أصيبت بسرطان الثدى عام 2005 واستطاعت تلوين حياتها بعد الإصابة والشفاء، فنسجت من رحلتها مع المرض ثوبا جديدا أكثر بهجة وتفاؤلاً وإنجازا.
تقول: «عندما أصبت بالسرطان أحسست أن هذا تمييز من ربنا لا يستدعى الانهيار، فقد بدأ بالفعل تأريخ جديد لحياتى، فكان مشروع قصص الناشط على، وهى تروى للأطفال بصورة مبسطة وشيقة موضوعات مرتبطة بالقوانين وحقوق الإنسان وتهدف إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان بين الأطفال بأسلوب بسيط، كتبت 20 قصة باللغتين العربية والإنجليزية، وتم توزيعها بالمجان على المدارس والأندية ودور الأيتام والكثير من التجمعات الشبابية فى مختلف المحافظات، وفق بروتوكول تعاون بين المنظمة العربية للإصلاح الجنائى مع المجلس القومى لحقوق الإنسان».
وعن التاريخ العائلى للمرض، تضيف: «والدتى كانت قد أصيبت بالسرطان لمدة 4 سنوات، وتوفيت بعد استئصال الثدى مباشرة وكان عمرها 61 عاما، مكثت معها فترة المرض وكنت أراها تتألم فى صمت، وتوفى والدى لواء الشرطة بعد والدتى بـ11 سنة، وأثناء مرضه كنت فى بدايات الإصابة بالسرطان لكننى أخفيت عنه الخبر، وبعد وفاته بأسبوع، أخبرت أخى هانى وهو أستاذ باطنة وسكر بقصر العينى فطلب منى عمل أشعة على الثدى، ومارست عملى بشكل طبيعى، وفى يوم تسلم نتائج الأشعة فوجئت بزميله الطبيب المتخصص يقول له: احجز لها عملية الصبح، حسيت وقتها أن الزمن توقف، واضطربت مشاعرى، لم أعرف هل أحزن أم أفرح أم ماذا أفعل».
تقول: قفزت وقتها أمام عينى صورة ابنى إسلام الذى كان بالصف الثانى الثانوى، ودينا التى كانت بالصف الثالث الابتدائى، وبدأت التساؤلات، من سيرعاهما إن انتهت حياتى؟! ودخلت العمليات وبعده «الكيماوى» لمدة 5 أشهر، كنت بحس وقتها أن جسمى كله يغلى من الداخل، ولما شعرى وقع من أول جرعة ضحكت، وتعاملت مع الكيماوى بطريقة «خد من التل يختل» علشان أهون على نفسى، لأنها كانت من أصعب فترات المرض.
ومنذ عدة أشهر تمت استضافتى فى برنامج مع نشوة على قناة دبى وعندما تحدثوا مع أولادى أثناء التصوير تفاجأت بإسلام وهو يدرس بالجامعة الكندية الآن يقول: «إحنا كنا بنستمد قوتنا من ماما، وكل لما نزعل أو نشعر بالضعف أو الحزن علشانها، كنا بنقوى لما نشوفها متماسكة وسعيدة، وبتعمل حاجات مهمة».
وعن محطة أخرى من المحنة تقول: «بعد عودتى من المصيف بأشهر قليلة جالى السرطان تانى، وكان القرار بالاستئصال، عملت العملية وبعدها جات لى واحدة صاحبتى تزورنى، وكانت رايحة تحج هى وزوجها، وأنا كان نفسى أحج، وفعلاً رحت وماخدتش الـ32 جلسة إشعاع، وفعلا حجيت وعملت عمرة لبابا أيضا، وكنت فى خدمة الحجاج من كبار السن، كنت مؤمنة وما زلت بأن العجز ده شىء جوانا لو عايزين نستسلم له ح نستسلم أو العكس».
والحمد لله لم يداهمنى بالمرة إحساس بالنقص بعد الاستئصال، ربما لأننى أعتبر أن الأنوثة روح قبل أن تكون جسدا يزيله المرض والشيخوخة أما الروح فلا يزيلها شىء.
بعد العودة من الحج رجعت لشغلى ولحياتى بشكل مختلف، رجعت أما جديدة، وبدأت مرحلة الإنجازات، بعد قصص «الناشط على» بدأت المؤتمرات تهتم بدعوتى إلى داخل مصر وخارجها فى مجال المساندة النفسية للمصابين بالسرطان باعتبارى من الناجين من السرطان، ومؤخرا شاركت فى مشروع «أطفال فى خطر»، دربت من خلاله أطفال منطقة «الخرطة» لمدة 5 أشهر على تغيير السلوك عن طريق الحكى والحب.
ومثلت مصر فى مهرجان الجرى من أجل الشفاء بأمريكا يوم 6 من يونيو الماضى، وهذه هى المرة الأولى التى ترسل المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى ناجية من السرطان لها قصة تحد ونجاح لهذا السباق الذى تنظمه مؤسسة أمريكية عريقة، وشاركت فيه ضمن 50 ألف رجل وسيدة، وارتدينا «يونيفورم» واحدا، وتوحدنا فى كل شىء بدءا من الألم وحتى إشاعة الأمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة