ناهد نصر

محور المريوطية.. إنجاز صنعته الإرادة السياسية

الجمعة، 11 سبتمبر 2009 01:37 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالانتهاء من محور المريوطية يكتمل الطريق الدائرى حول القاهرة، وهو بالتالى يتيح التنقل من منطقة لأخرى حتى الطريق الصحراوى المؤدى إلى الإسكندرية والساحل الشمالى، كما أنه يقلل من الاختناقات المرورية على الطريق الدائرى الذى يمر به حوالى 125 ألف مركبة يومياً تعمل على اختناق الطرق السطحية بجنوب وغرب القاهرة، وبالتالى تطويل زمن الرحلة بين شرق وغرب القاهرة.

ولا ترجع أهمية المشروع إلى هذا الجانب فقط، وإنما هو أيضاً يبدد الإحباط الذى أصاب الكثيرين منا عندما كشفت اليونسكو فى العام 1995 عن خطأ فى تخطيط مشروع الطريق الدائرى لأن وصلة الأهرامات بطول 5.6 كيلو مترات ستمر داخل منطقة مدرجة ضمن قائمة التراث العالمى، وبالتالى لم يعد الطريق الدائرى دائرياً، ليكتمل أخيراً جزء من حلم خفض الكثافة المرورية على الطرق الرئيسية، وتشجيع تنمية المجتمعات العمرانية، وربط مداخل الطرق الرئيسية بين المحافظات والإقليم دون اختراق القاهرة الكبرى.

والسلبيات قد تفقدنا القدرة على الإحساس بالإنجازات التى تتحقق من حولنا، فى حين أن إبرازها كفيل وحده بأن يعيد لنا الأمل فى ما يمكن أن تصنعه الإرادة السياسية حين تلتقى على الجانب الآخر بشعور عميق بالمسئولية والالتزام تجاه هذا البلد من المسئولين والمواطنين على حد سواء.

دقق فى تفاصيل إنجاز «محور المريوطية» لتدرك أن هذه الخلطة لها مفعول السحر. فالمشروع تم تنفيذه فى 26 شهراً فقط، وهو بكل المقاييس وقت قياسى حين تعلم أن المخطط التنفيذى للمشروع وضع 5 سنوات لإنجازه، وطلب الرئيس مبارك تقليلها إلى 36 شهراً، تحولت على أرض الواقع إلى 26 شهراً فقط بدأت من أول يوليو 2007 إلى آخر أغسطس 2009، دون إخلال بكفاءة المشروع. بالتأكيد لم تكن هناك عصا سحرية، لكنها الإرادة السياسية، والشعور بالمسئولية، والالتزام تجاه هذا البلد. فوراء هذا الوقت القياسى أداء جماعى لافت للنظر، ومعادلات دقيقة تستحق أن نقف عندها بتأمل.

فالمشروع تعاونت وزارتان فى تنفيذه هما وزارة الإسكان والنقل، ولم نسمع طوال مدة التنفيذ عن خلافات بين الجهتين على أى تفصيلة من تفاصيل المشروع، فلا وزارة الإسكان التى تسلمت المشروع فى العام 2006 تركت خلفها ما يعيق عمل وزارة النقل، ولا وزارة النقل اشتكت من تعقيدات أو عقبات، فلا تملص من المسئولية، ولا لف ودوران حولها، وإنما تنسيق على أعلى مستوى، وتعاون لا هدف من ورائه سوى الإنجاز بكفاءة، والدليل نراه بأعيننا ونلمسه. والمعادلة ببساطة هى أنه حين يحترم المسئول موقعه، ويدرك أن هذا الموقع الذى يشغله جزء من منظومة متكاملة هدفها خدمة الوطن، ورفعته تكون النتيجة أن يتحول الجميع إلى تروس فى عجلة الإنجاز والبناء.

نقلاً عن الاسبوعى





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة