رغم أنه لم يحظ بالضجة الإعلامية نفسها التى حظى بها مسلسل "هالة والمستخبى"، وهى الحكاية الأولى من مسلسل "حكايات وبنعيشها"، والذى تلعب بطولته الفنانة ليلى علوى، وعرض على مدار الخمسة عشر يوم الأولى من شهر رمضان، إلا أن الحكاية الثانية والتى تحمل اسم "مجنون ليلى" والتى لم تلق حظها من الدعاية الإعلامية، استطاعت أن تحقق نجاحاً كبيراً منذ عرض الحلقة الأولى منه.
استطاع مسلسل" مجنون ليلى" أن يخرج عن الإطار التقليدى الذى وضعت فيه أغلب الأعمال الدرامية، فقد كان مختلفاً فى طريقة كتابته رغم أن القصة لم تأت بجديد، فأحداثها منذ الحلقة الأولى كانت سريعة تخلو من المط والتطويل، حيث تحكى عن سيدة فشلت فى زواجها مرتين الأولى بسبب عدم تحملها لصفة البخل الشديدة التى سيطرت على زوجها، مما اضطرتها لعدم الإنجاب منه، أما المرة الثانية تزوجت فيها من رجل لديه ولدان، وكان حبه لهما أكبر من اهتمامه بها، مما أدى إلى طلاقها للمرة الثانية، لكن ليلى علوى أو ليلى سلام كما هى فى الأحداث لم تيأس لتبدأ رحلتها فى تحضير الماجستير فى الطب النفسى، حيث تعمل أخصائية اجتماعية.
أكثر ما ميز مسلسل "مجنون ليلى"، هو تصويره الذى حاول أن يخرج صورة سينمائية هادئة كانت أكثر قرباً بما شاهدناه سابقاً للمخرج محمد خان فى فيلم "فى شقة مصر الجديدة"، حتى حركة الكاميرا كانت سريعة تخطف عين المشاهد على الصورة ككل فى بداية المشهد، ثم تركز على الأشخاص الذين يدور بينهم الحوار.
ولاشك أن الإضاءة أيضاً عنصر يشترك مع عوامل نجاح المسلسل السابقة التى مال أغلبها إلى خروج الصورة بشكل يشبه صورة غروب الشمس، وهو ما يتلاءم مع قصة المسلسل.
أداء ليلى علوى كان عاليا جداً خاصة خلال مشاهدها فى الحلقة الأولى التى صورت فيها معاناة سيدة تعيش حياة مؤلمة محرومة فيها من الأكل ومشاهدة التلفزيون من أجل توفير المال والكهرباء، وأيضاً الفنان خالد أبو النجا والذى يجسد دور مريض نفسى يدعى عمر، فرغم ظهوره فى الحلقة الثالثة من المسلسل إلا أنه أثبت أنه ممثل محترف، حيث كان أداؤه مختلفاً عن أى در آخر قدمه خلال مشواره الفنى، حيث جسد معاناة المرضى النفسيين وما يلاقونه من تعذيب فى المستشفيات على إثر إعطائهم جلسات الكهرباء، رغم أنهم لايحتاجون إليها بسبب بعض التصرفات التلقائية التى تخرج منهم.