بلادنا هى بلاد الخير، والرزق، والأمل. هذا ما عهدناه أو ما نشأنا عليه، ومع تنامى البشرية، وزيادة الطلب على الغذاء خاصة، قد تقصر الموارد المتاحة ولو بصورة نسبية عن تلبية طلبات عاجلة أو حتى آجلة على الغذاء.
جميع دول وشعوب العالم مرت على طول تاريخها بمآزق غذائية، وخاصة وقت نشوب الحروب، وانتشار المجاعات، وازدياد البشر أيضا.
ولدينا نظرية مالثوس التى تنادى بأن السكان يتزايدون وفقا لمتوالية هندسية، بينما تتزايد الموارد الغذائية وفقا لمتوالية عددية. أذن معدل تنامى الغذاء أقل ومن هنا نشأت المشكلة.
حينما تواجه الشعوب مشكلات كهذه، يصبح من الواجب الخروج عن الطرق التقليدية لإيجاد حل إلى طرق غير تقليدية، لا تكلف كثيرا، ولا تلقى ثم عبء على الخزانة العامة.
لدينا فى مصر أكثر من 42000 مدرسة، وبمعظم هذه المدارس حدائق معتنى بها على الأرجح، وهذه الحدائق يوجد بها أشجار للزينة غالبا، والقليل النادر منها أشجار للفاكهة أو حتى نخيل، وأشجار كالكافور تعد أشجارا للحصول على الأخشاب، ولكن ليس هذا هو الأساس فى زراعتها بالمدارس.
تستهلك هذه الحدائق كميات هائلة من المياه، وبالطبع يبذل بها قدر من الخدمة والرعاية، وأحيانا تجرى لها عمليات تقليم وتهذيب للحفاظ على شكلها الجمالى
وهذا شىء حسن بالطبع وينعكس فعلا على الحس الجمالى للجميع، فالكل مستفيد حسيا وجماليا، والبيئة أيضا فالأشجار بمثابة رئة للأكسجين.
ولكن ماذا لو كانت هذه الأشجار، أشجارا للفاكهة أساسا، أو حتى نخيلا مثمرا، وبحسب البيئة اللى تسمح بزراعة هذا أو ذاك.
ما المشكلة التى ستنشأ لو أن هذه الأشجار المثمرة كانت محلا للفائدة من قبل المجتمع المدرسى، والمجتمع المحلى وبخاصة لو أتيح إنتاجها بسعر رمزى للجميع.
هذا الإنتاج _المتصور_ ألا يسد جانبا غذائيا هاما؟؟ ولو بدرجة ما ويجعلنا نستفيد من كل قطرة ماء، تلقى على الأرض، بلا فائدة أكثر!!
إن أشجار الفاكهة جميلة المنظر أيضا، ثم أن الجنة _فى الآخرة_لمملوءة بمثل هذه الأشجار، فلماذا نحيد عن الفطرة والنفع الماثل هنا؟؟
نفس فكرة الاستفادة هذه أرى إمكانية تطبيقها فى النوادى العامة، والدور الخاصة بالقوات المسلحة، بل وحتى المعسكرات، وما يماثلها. وكذلك فى الطرق السريعة بين المدن، وهنا يكون للإدارة المحلية دور حال التسويق.
إن تطبيق الفكرة على مستوى المدارس فقط _تدريجيا_ يمنحنا عددا من الأشجار المثمرة يقترب من نصف المليون (بمتوسط 12شجرة/مدرسة).
ما الذى يمنع تنفيذ الفكرة؟؟ يبدو أن الإجراءات الإدارية، والمحاسبية، ربما كانت مانعا لتمام تنفيذ الفكرة، وهنا فلنترقب ثم قرار.
إن بعضا من الدول الأوروبية، وغيرها من الدول يوجد بشوارعها أشجار مثمرة، والفريد أن لا أحد يقرب هذه الأشجار، فلقد اعتادوا على وجودها وعطائها.
أذن علينا أن نغير أفكارنا أولا، وأن نروض أنفسنا على إمكانية أن يستفيد البعض من البشر، ولو بتكلفة رمزية مما هو تحت أيديهم، فلقد آن أوان الكف عن الإسراف فى المياه بلا طائل، وأتى وقت الإغداق وسبحان الرزاق.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة