«الحزب أنا.. وأنا الحزب» تلك هى الديمقراطية التى فرضها د.رفعت السعيد على حزب التجمع، حسب قوله: «هو حزبى، أم حزبكم» فى كلمات وجهها لشباب الحزب الذى ثار غاضباً على تصرفاته، متهمين السعيد بـ«الديكتاتورية» ومرددين شعارات معادية له داخل أروقة الحزب وضد قراراته التى وصفوها بـ«الاستبدادية».
الأزمة التى احتدمت مع اتحاد شباب الحزب عندما ألغى قرارات الأمانة العامة التى سحبت الثقة من زياد فرج أمين التنظيم لتضع محله خالد تليمة.
السعيد أصدر قراره الفردى بإلغاء قرارات الأمانة العامة، الأمر الذى رفع من عدد الاستقالات، أو الاعتصام، لكن السعيد لم يعر الاحتجاجات اهتماماً، واستخدم استقالته كسلاح داخل الأمانة المركزية إذا ما حاول أعضاء الأمانة التصويت ضد قراره، بإلغاء قرارات أمانة الشباب، وانتصرت «ديمقراطية المزاج» التى يريدها.
لم تكن تلك هى المرة الأولى التى تنتصر فيها «ديمقراطية السعيد»، والتى يصفها قيادات الحزب بـ«المزاجية»، وقال أبوالعز الحريرى أن السعيد بذل جهوداً مضنية فى وقت سابق من خلال ديكتاتوريته لإقناع أعضاء الأمانة العامة بالموافقة على تجميد عضويته، بعدما استغل سلاحه الفتاك «التهديد بالاستقالة».
مشكلة أبوالعز الحريرى ليست الأولى ولن تكون الأخيرة بعدما رفض السعيد تنفيذ حكم نهائى من محكمة جنوب القاهرة العمالية بعودة الصحفى محمد منير إلى عمله فى «الأهالى» التى يصدرها الحزب، وعندما اشتكى منير لنقابة الصحفيين، دارت مفاوضات طويلة، كانت خلاصتها رفض السعيد القاطع لعودته دون مبرر، وعندما طلبته لجنة التأديب للمثول أمامها رفض، وتمادى فى عناد لا يليق بمكانته، وطلب من النقابة تجميد عضويته، الأمر الذى دفع مجلس النقابة لإسقاط عضويته من النقابة.
سلاح السعيد الدائم والوحيد لتنفيذ سياسته هو «تهديده الدائم بالاستقالة» فى حالة عدم موافقة القيادات على قراراته.
التهديد بالاستقالة كان أسلوب خالد محيى الدين مؤسس الحزب لكن السعيد - حسب رأى الخبير د.عمرو ربيع هاشم- يستخدمه بشكل خاطئ، حيث دأب سابقاً خالد محيى الدين على التهديد بالاستقالة فى المواقف الصعبة كسلاح فى أمر مؤثر وهادف وليس كما يفعل السعيد الآن.
ووصف هاشم، «السعيد»، بـ«الشخصية الهوائية» مشيراً إلى أن شخصيته تسببت فى الانشقاقات المستمرة داخل الحزب والتى قد تؤدى إلى انهياره إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه.