د.أحمد عمر: تعاملت معه أنا وزوجتى كأنه «صديق متعب شوية» فحولنا تعبه إلى شفاء

الجمعة، 11 سبتمبر 2009 01:19 ص
د.أحمد عمر: تعاملت معه أنا وزوجتى كأنه «صديق متعب شوية» فحولنا تعبه إلى شفاء
كتبت سحر الشيمى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«تولد المنحة من رحم المحنة» هكذا آثر أن يبدأ الدكتور أحمد عمر طبيب الباطنة حديثه عن تجربته هو وزوجته مع السرطان.

بعد تخرجه فى كلية طب قصر العينى منذ خمسة وعشرين عاما، وبمجرد انتهائه من الدراسة وفى سنة الامتياز وجد نفسه فى صراع مع المرض الذى كان وقتها لا يرجى الشفاء منه، ولا يوجد له دواء يخفف من الآلام المبرحة التى لا تهدأ ليلا أو نهاراً، ولأن السرطان كان فى القولون فقد كانت الآلام أكثر قسوة، بينه وبين نفسه كان يردد «أنا على موعد مع الموت القريب» وبات يبحث عن أمل بسؤال أساتذته الذين يعطونه الأمل فى الشفاء، فتبدده الحالات التى يراها تتهاوى كل يوم، لكنه كان يتذكر دائما أن «الله رحمن رحيم».

فكرت طويلا ثم قلت: «اليوم لى وغدا فى علم الغيب» هذا ما اهتدى إليه الدكتور أحمد، يقول: قلت لنفسى علينا أن نسعى وليس علينا إدراك النجاح، ولعل الله يجعل لى مخرجا من حيث لا أحتسب، والصبر ثوابه الجنة، وانتظار الموت يأس وقنوط من رحمة الله، الذى خلق لكل داء دواء. وعلى الجانب الآخر واصل عمله ودراساته العليا التى قرر أن تكون فى نفس مرضه حتى يتعمق فى دراسة هذا المرض أكثر، ويعرف عنه ما قد يساعده فى تخفيف الآلام، وحاول أن ينسى مرضه ويتعايش معه، على أنه ليس مرضاً وإنما «صديق لكن متعب شوية». وفى هذه الأثناء رغب فى أن يتزوج وبالفعل أقدم على الخطوة عدة مرات وفى كل مرة كان يأتى الرفض بسبب المرض، فمن هذه الفتاة التى ترضى أن تعيش مع شخص قد يموت بين لحظة وأخرى، هذا غير عبء ومتاعب مرافقة «مريض السرطان» وكأن الموت لا يأتى إلا للمرضى وأن الإنسان «ضامن عمره» وظل هكذا سنوات لا يؤلمه المرض فحسب، بل يؤلمه أكثر طريقة تفكير المجتمع الذى كاد أن يحكم على مريض السرطان «بأن يذهب ليدفن نفسه حيا» يقول: إصرارى كان أكبر من هذه العقليات «المتعفنة» ولذا قررت أن أسير فى حياتى العلمية والطبية وكأن شيئا لم يكن.

وفى أحد المؤتمرات العلمية تصادف جلوسه بجوار إحدى زميلات المهنة وتجاذبا الحوار الذى لم ينته إلا بارتياح كل منهما للآخر، بعد فترة أيقن الدكتور أحمد من أنه وجد مبتغاه عند دكتورة نوال الطبيبة المتخصصة فى أمراض النساء والتوليد، واكتشف الطبيب أن من يحبها تعانى من نفس المرض ولكنه هذه المرة «سرطان فى الدم».

صارحا بعضهما بحقيقة المشاعر وحقيقة الآلام، وكان الإصرار والتحدى ضد الظروف وضد المرض هو هدفهما المشترك، وبعد قضاء شهر العسل قام الطبيبان بمواصلة رحلة العلاج وكانت المفاجأة أنهما شفيا من المرض ولم يبق له أى آثار فى الجسم، منًّ الله عليهما بالشفاء فى وقت واحد، وأكملا مشواراً رائعاً فى الحياة بعيداً عن الألم والمرض.

لمعلوماتك...
57357 اسم أشهر صرح طبى انضم إلى علاج سرطان الأطفال وقام على التبرعات الخيرية ويقدم الخدمة إلى جميع المرضى مجاناً
100 ألف إصابة بمرض السرطان تظهر فى مصر سنوياً ويعد سرطان الثدى ثانى أكثر السرطانات انتشاراً فى مصر






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة