حتى هذه اللحظة لم تسفر ظاهرة الهبوط الأرضى فى شوارع القاهرة عن سقوط ضحايا، وإنما تسببت فى حدوث العديد من الخسائر المادية كان أبرزها التشققات التى حدثت فى بعض المبانى الأثرية ومنها قصر إسماعيل المفتش بمنطقة لاظوغلى، واللافت مع تكرار الظاهرة، هو احتفاظ الأجهزة التنفيذية بالدولة بنفس طريقتها التى تعتمد على رد الفعل دون الاهتمام باتخاذ الإجراءات التى تضمن عدم تكرارها فى مناطق أخرى وقد تتسبب فى كارثة.
آخر حلقة فى مسلسل الهبوط الأرضى الذى شهدته القاهرة، كان بشارع الجيش فى حى العباسية بعمق 15مترا وطول 10 أمتار، وسبق أن شهد شارع 26 يوليو الأمر نفسه بمساحة أقل، منطقة وكالة البلح شهدت هبوطا بعمق 5 أمتار، وقبلها منطقة العتبة بعمق 2 متر، كما تكرر أكثر من مرة فى الجيزة .
عن أسباب ظاهرة الهبوط الأرضى والمناطق المرشحة لتكرارها، أكد الدكتور أحمد فوزى دياب خبير الموارد المائية بمركز بحوث الصحراء الذى قال «منطقة وسط القاهرة بأكملها مهددة بخطر الهبوط الأرضى» مضيفا أن مؤشرات حركة المياه الجوفية رصدت ارتفاعا كبيرا فى منسوبها، بسبب الانفجارات المتكررة لخطوط مياه الشرب الرئيسية والفرعية، بالإضافة إلى تسرب مياه الصرف الصحى إلى باطن الأرض نتيجة لانتهاء العمر الافتراضى للعديد من مواسير الصرف.
ظاهرة الهبوط الأرضى من الناحية الفنية تحدث عنها الدكتور يحيى قزاز أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان، قائلاً: هناك عدة أسباب تؤدى إلى ذلك، منها الهزات الأرضية، ومياه الصرف الصحى والمياه الجوفية. بالإضافة لنوع التربة، ومدى تماسكها أو هشاشتها والذى قد يسهم فى حدوث الهبوط الأرضى.
واستبعد القزاز بشكل مؤقت أن يكون لمشروعات مترو الأنفاق والاهتزازات التى تنتج عنه دور فى ذلك، مشيرا إلى أنه قد يكون أحد العوامل فى حال إذا ما كانت الشركات المنفذة لم تهتم بإجراء الدراسات الكافية، وشدد القزاز على خطورة تسرب مياه الصرف إلى باطن الأرض، نظرا لاحتوائها على مواد كيمائية قادرة على تفتيت التربة أسفل المبانى وتركها معلقة على الهيكل الخرسانى، القزاز طالب بأن يتم استخدام أجهزة الرادار الجيولوجى لعمل مسح أرضى، فى المنطقة التى حدث بها الهبوط والمناطق المجاورة لها، لافتا إلى أن الرادار الجيولوجى، يسهم فى التعرف على التربة فى باطن الأرض على عمق 60 مترا، على أن يتم تعميم هذا المسح على باقى الأماكن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة