علامات استفهام كثيرة أثارها الاجتماع الذى عقده الدكتور أحمد فتحى سرور مع وفد من خبراء العدل منذ أيام قليلة والذى بموجبه علق الخبراء اعتصامهم، بناء على طلب سرور.
مصير 60 يوما كاملة عانى فيها الخبراء من شدة حرارة الشمس التى أثرت على وجوه الكثير من الخبراء المعتصمين أمام مبنى الوزارة ونومهم على أرض قاسية فى الخلاء وعلى صوت نباح الكلاب فى الشوراع.. الـ60 يوما منحها الخبراء كاملة للدكتور سرور، وهم لا يعرفون ما هو مصيرها، هل هى مجرد وعود أطلقها لهم سرور وأنها مناورة سياسية من رجل سياسى مخضرم مثله أم أنها إحدى النتائج الإيجابية لاعتصامهم، خاصة أن سرور يعتبر أحد أطراف القضية، وله علاقة وثيقة بمطالبهم التى تتعلق بالناحية القانونية وعلى رأسها مطلبهم بإصدار قانون جديد ينظم عملهم بدلا من المرسوم الملكى بقانون رقم 96 لسنة 1952.
الخبراء اختلفت آراؤهم فى البداية، فمنهم من رأى أنها أولى خطوات الطريق الصحيح فى حين اعتبرها البعض فترة راحة لهم يستطيعون من خلالها استعادة قواهم مرة أخرى، بينما رفض فريق ثالث تعليق الاعتصام بعد أن انتابهم الخوف من ضياع كل ما فعلوه بين يوم وليلة واعترضوا على تعليق الاعتصام لمجرد حصولهم على وعود من رئيس مجلس الشعب، وأكدوا أنهم كانوا يستطيعون الحصول على مكاسب أكثر ومنها تحديد مدة لعمل اللجنة التى كونها سرور برئاسة اللواء عمر الطاهر وكيل اللجنة التشريعية لحل الأزمة، علاوة على أنهم كانوا يرغبون فى تسليم مشروع القانون الذى أعدوه سابقا للسرور بدلا من انتظار تقديمه فى الدورة البرلمانية القادمة، وعلى الرغم من تلك المخاوف إلا أن رغبتهم فى عدم شق صفوفهم والحفاظ على وحدتهم انصاعوا فى النهاية إلى رغبة زملائهم الذين وافقوا على تعليق الاعتصام رغبة منهم فى الحوار والتفاوض، وتأكيدا على أن الاعتصام ليس هدفا ولكنه مجرد وسيلة لتحقيق مطالبهم المتمثلة فى إلغاء ندبهم الإجبارى إلى المحاكم والكتاب الدورى رقم 8 لسنة والذى يمنع إرسال الدعاوى القضائية إلى مكاتبهم وذلك لمخالفة تلك القرارت للقانون، مؤكدين أنهم قبلوا تلك الخطوة حتى ولو كانت مجرد لعبة سياسية وأنهم قاموا برمى الكرة فى ملعب النظام.
كما برر الخبراء استجابتهم لطلب سرور، بأنهم لم يكن بوسعهم أن يردوا طلب رئيس مجلس الشعب الذى قدر مطالبهم ودعاهم إلى لقائه فى الوقت الذى لم يقم وزيرهم المستشار ممدوح مرعى بذلك، وأكدوا قدرتهم على العودة مرة أخرى للاعتصام فى حالة عدم الاستجابة لمطالبهم.
عبدالعليم داوود عضو مجلس الشعب- وصف تعليق اعتصامهم بأنه إحدى الخطوات الجيدة، قائلا لـ«اليوم السابع» إن التفاوض مع أحد أعمدة النظام فى مصر ومع شخصية كبيرة كالدكتور سرور يعنى أن الخبراء وضعوا أقدامهم على الطريق الصحيح، ويتفق معه النائب المستقل سعد عبود الذى أكد تأييده لتعليق الاعتصام خاصة أن الخبراء لديهم الاستعداد لإجراء أى حوار مع كبار المسئولين.