موضوع الشرقية للدخان...
منذ أن تولى نبيل عبدالعزيز رئاسة مجلس إدارة الشركة الشرقية «إيسترن كومبانى» وأصبح العضو المنتدب حمل على عاتقه مسئولية التخطيط الجيد والعلمى الذى يصل بالشركة إلى الهدف المحدد ويجعلها دائما واحدة من أهم روافد الدخل القومى وملاذا آمنا لكل العاملين بها وتحقق لهم كل ما يحملون به، فهذا الرجل يدير كل الأمور عن طريق التخطيط العلمى.. لذا كان لابد لنا نجرى معه هذا الحوار لنتطلع سويا إلى خططه المستقبلية لتطوير الشركة الشرقية.. وما هى العقبات التى تقف أمام جهود التطوير.
فى البداية.. هل لنا أن نعرف من سيادتكم موقف الشركة من الأزمة الاقتصادية العالمية؟ وهل تأثرتم بها؟ وإلى أى حد وصل هذا التأثير؟
الأزمة المالية العالمية تأثيرها لم يكن كبيرا على شركة «إيسترن كومبانى» لكن لا نستطيع أيضا أن نقول إننا لم نتأثر.. ولكنها تأثيرات بدأت منذ حوالى ثلاث سنوات، حيث لوحظ أن هناك استهلاكا عالميا للدخان، وهو ما تسبب فى رفع سعره العالمى بشكل غير مسبوق، وكذلك عندما تراجعت نسبة المساحات المزروعة فى الدول المنتجة لزراعات التبغ فى أوروبا والولايات المتحدة، وكذلك فى زيمبابوى بالتزامن مع ارتفاع الاستهلاك فى دول مختلفة مثل الصين واليابان وبعض دول شرق آسيا، جميع هذه الأسباب أدت إلى زيادة الطلب وانخفاض الإنتاج، مما تسبب فى زيادة الأسعار فى الفترات الأخيرة بنسب تتراوح ما بين 30% و50% وهو ما يعتبر تحديا كبيرا للشركة، خاصة أننا ملتزمون بدفع ضرائب تشكل جزءا كبيرا من الدخل القومى.
وكيف تتغلبون على هذه التحديات؟
لدينا طرق فنية مختلفة تعتمد على خبرات العاملين فى الشركة، حيث يتم تقليل نسبة العوادم وكذلك تغيير طريقة النشرات بحيث تكون عقودا طويلة، وتنشر فى أوقات ليس بينها طلب كبير فى موطن معين، ونسعى إلى التكيف مع هذا ونحاول أن ندبر احتياجات الشركة ونوفر مخزونا استراتيجيا نستطيع أن نواجه به أى طوارئ.
وهل أثرت هذه الأزمة على نسبة استهلاك السوق المصرية؟
هناك انخفاض فى نسبة الاستهلاك الموجودة حاليا ففى مصر معدلات نمو الاستهلاك دوما كانت تتراوح ما بين 2 و3% سنويا لكن هذا العام لم تصل النسبة إلى ما كانت عليه بل قلت عن الأعوام الماضية وهذا معناه أن القدرة الشرائية للمدخنين قلت نظرا لوجود أعباء أخرى
وزيادة أسعار المواد والسلع الغذائية التى يحتاجها المواطن.
كما أن وضع الصور التحذيرية على علب السجائر كان لها دور أيضا فى انخفاض معدلات الاستهلاك، بالإضافة إلى قرار وزارة المالية برفع الضرائب على أسعار السجائر.. لتوفير اعتمادات مالية إضافية تعود على المواطن، وهو ما أدى إلى زيادة سعرها.
وهذا الأمر ليس فى مصر فقط، فمؤخرا قلت معدلات الاستهلاك العالمية بنسبة 3 إلى 5% لذا فنحن نرى أننا تأثرنا بالأزمة ولكن لسنا كباقى القطاعات.
هل يؤثر كل ما سبق على مشروعات الشركة التنموية وخاصة المجمع الصناعى فى مدينة 6 أكتوبر؟
هناك تأثيرات بالطبع ولكننا نعمل وفق خطط مستقبلية.. وسوف ننتهى من جميع المراحل الإنشائية للمجمع فى عام 2010 ونبدأ فى الانتقال المرحلى الذى لابد أن يسير بالتوازى مع المراحل الإنشائية، على أن تتم عملية النقل بالكامل لجميع أنشطة الشركة سواء مصانع أو خدمات أو أجهزة معاونة فى بداية عام 2012.
ونظرا لضخامة المشروع فقد خططنا لتمويله عن طريق التمويل الذاتى والاستثمار فى البنك من فوائض أو أرباح الشركة الشرقية وتكلفة المشروع حوالى 5 مليارات جنيه نجحنا فى تدبير حوالى 70% أو أكثر من هذا المبلغ ولا يتبقى إلا حوالى مليار جنيه، وهناك دراسات بالتعاون مع بعض البنوك المصرية لتدبير هذا المبلغ، وهكذا نكون نجحنا فى توفير جميع الأموال اللازمة للمشروع.
وهذا المبلغ المتبقى رغم توفيره فإننا نعتبره تحديا ويجب أن يسدد، خاصة أن الشركة حصلت على قرض بقيمة 1.6 مليار جنيه ما يعتبر عبئا كبيرا من حيث الفوائد التى قد تصل إلى 500 مليون جنيه سنويا.
وما هى أبرز المشكلات الأخرى غير ما سبق والتى تواجه مشروع المجمع الصناعى بـ6 أكتوبر؟
أهم المشكلات الفرعية هى مشكلة العاملين وطريقة انتقالهم بشكل سهل وآمن يوميا، خاصة أن عدد العاملين فى الشركة يزيد عن 8 آلاف عامل فكيف يصلون إلى 6 أكتوبر يوميا بسلامة، ونظرا لأن وسيلة نقلهم تعتبر من مسئولية الشركة لذا فقد فكرنا فى استخدام السكك الحديدية كوسيلة انتقال آمنة.. وفعالة.
وهناك تفهم من قبل وزارة الإسكان ممثلة فى هيئة المجتمعات العمرانية وكذلك المسئولون فى هيئة السكك الحديدية الذين وافقوا على إعادة تفعيل وتشغيل خط الواحات - الجيزة وتشغيله حتى محافظة 6 أكتوبر وهناك موافقات واعتمادات لازمة نحاول الحصول عليها ليكون الخط مزدوجا ولتقليل زمن الرحلة من 55 دقيقة إلى 40 دقيقة وكذلك زيادة عدد الرحلات لنقل جميع العاملين من وإلى المجمع.
وأعتقد أن هذا الخط سيكون نقلة حضارية ستؤدى إلى ازدهار المنطقة الصناعية بـ6 أكتوبر، كما أننا سنحافظ على وجود وسائل برية أيضا بديلة عن طريق الأتوبيسات، كما فكرنا فى بناء وحدات سكنية، لكننا وجدنا الأمر سيكون مكلف، جدا فأرجأنا التفكير فى الأمر، ومن الأشياء التى أسعى إلى تحقيقها مع مجلس الإدارة فى توفير نفقات نقل العاملين وهو ما نسعى إلى تحقيقه عن طريق توفير نسبة من اللوازم وتقليل المشتريات والحصول على أسعار جديدة لشراء الدخان.
ويمكن أن تزيد نسبة التصدير ونفتح مجالات تسويق محلى وإيجاد مزايا للتجارة لزيادة نسبة المبيعات وطرق أخرى متعددة تقوم بها الإدارة بشكل ناجح، مما ينعكس على إدارة الشركة بالإيجاب وتغطى التكاليف والأعباء.
وهل تتفهم الجمعية العمومية الموقف وتعرف تفاصيل تكاليف المشروع وخلافه؟
بالطبع فالجمعية العمومية ممثلة فى الشركة القابضة والمساهمين يتفهمون كل الأمور ونعرض عليهم الموازنة التخطيطية التى تحتوى على أهداف معينة تناقش فى نهاية العام المالى، وترى إذا ما تحققت الأهداف التى وضعها المجلس ويتم إجازة الأعمال المخطط لها، ونحن نسير وفقا لمخططاتنا وأهدافنا التى وضعت بشكل علمى ومدروس ومتابعة الجمعية العمومية تكون على مجمل أعمال المجلس وليس على التفاصيل.
هل تحقق الشركة للعاملين بها مميزات تجعلهم يبذلون المزيد من الجهد من أجل تقدمها؟
الشركة تقدم لكل العاملين بها امتيازات جيدة وقد تم زيادة أرباح العاملين التى لن تزيد منذ عام 94 إلا بنسب ضئيلة كى يستطيعوا مواجهة أعباء الحياة ومتطلباتها.. وتمت زيادتها بنسبة من 20 إلى 50% وأيضا تم مراعاة توفير ميزانيات لهذه الزيادات دون أن تؤثر على مركز الشركة المالى.
وكذلك تعديل نظام المعاش لصالح العامل وتشغيل نسبة من العمال الجدد من أبناء العاملين وكذلك توفير رحلات الحج والعمرة وكذلك الرحلات الترفيهية والمصايف، ونحن نهتم بتدريبهم على أعلى مستوى فى مجالات الإنتاج والتسويق للسوق المحلية والخارجية.
وماذا عن الرياضة داخل الشركة؟
الرياضة هى عصب الروح وتعود على ممارسيها بالفائدة.. لذا فنحن نهتم بفرق الشركة الرياضية ليعود علينا الأمر بمردود معنوى واقتصادى أيضا، وهذه الفرق هى خير دعاية للشركة عندما تنافس وتحصل على بطولات.
ماذا تقول فى نهاية هذا الحوار؟
أتوجه بالشكر لجميع العاملين بالشركة وأطالبهم ببذل المزيد حتى نتقدم أكثر وأكثر.. وشكر خاص للأستاذ عادل بك الموزى رئيس الشركة القابضة للصناعات الكيماوية، وأقول له أنت رمز من رموز الصناعة المصرية وأنت الأب الروحى لهذه الشركة، وأتمنى لك التوفيق والنجاح ومزيدا من الصحة والسعادة.. وأيضا أتوجه بخالص الشكر للدكتور محمود محيى الدين وزير الاستثمار لما بذله من دور لخدمة الاستثمار داخل مصر، كما أوجه خالص الشكر للسيد الرئيس محمد حسنى مبارك متمنيا له دوام التوفيق، فنحن نشعر بالأمن والأمان وهو يقود الشعب المصرى إلى بر الأمان دوما.