«اعتذارك على عينى وراسى، لكن مفيش صعيدى بيتهان ويسكت على حقه يا معالى الوزير». هذا ما قلته للدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الرى، عندما هاتفنى وأنا فى قسم شرطة إمبابة مساء الأربعاء الماضى لتحرير محضر ضد ثلاثة من أفراد أمن وزارته الذين تعدوا على بالضرب والسب أثناء قيامى بتغطية واقعة اعتصام أحد الموظفين بالوزارة يدعى مصطفى مرسى لأسباب لم يفصح لى عنها بشكل كامل. علام داعبنى بأننى صعيدى «فالصو» لتصعيدى الأمر إلى الأقسام والمحاكم، وأنه فى انتظارى مع عدد من الزملاء الصحفيين المتواجدين فى حفل الإفطار الذى كانت تقيمه الوزارة فى نفس اليوم، والذين نقلوا استياءهم الشديد إليه بسبب ما تعرض له أحد زملائهم وهو «العبد لله» على أيدى رجال الضفادع البشرية فى أمن الوزارة المائية، وأنه سيجرى اتصاله بمأمور القسم لإنهاء الموضوع بشكل ودى، لكن العدالة آثرت أن تأخذ مجراها وتم تحويل المحضر إلى النيابة. هاتفنى رئيس التحرير الأستاذ خالد صلاح قائلا أنا معك فى أى قرار أو إجراء تراه مناسبا لأخذ حقك ورد كرامتك، فى أى الاختيارات أنا معك، إذا كنت تريد تصعيد الأمور وعدم التنازل عن المحضر أنا والجريدة ندعمك بكل قوتنا لأنك تنتمى إلى كيان اسمه «اليوم السابع». إذا كنت ترى أن اتصال الوزير بك واعتذاره عما بدر من بعض أفراد الأمن كاف فلك هذا. هنا أدركت قيمة أن تنتمى إلى كيان كبير بقيمه وأخلاقه .
رغم أننى كنت فى قمه الغضب مما تعرضت له على سلالم وزارة الرى فإن قدوم الأستاذ عبدالرحيم، مدير مكتب وزير الرى، إلىّ فى النيابة لاصطحابى إلى الوزارة مرة أخرى لمقابلة الوزير جعلنى أشعر بأننى على حق من جهة، وأننى لابد أن ألبى دعوة الوزير بالذهاب إليه تقديرا له على كرمه. لكن ما باليد حيلة علينا الانتظار حتى قدوم السيد وكيل النيابة.
الدكتور حسين العطفى، رئيس قطاع الرى، هو الآخر حضر إلى النيابة بسببى، أخيرا الرجل الذى يرفض الرد على اتصالاتى يأتى إلّى ليعاتبنى على ما حدث وأنه ما كان يجب تصعيد الأمور بهذا الشكل، وبهدوئه المعتاد وجدته يعطينى هاتفه المحمول قائلا: «الوزير عايز يكلمك يا ماهر». آلو يا سيادة الوزير خلاص أنا قررت التنازل عن المحضر عشان خاطر حضرتك، وبحكم إننا بلديات، ولكنه تنازل وليس اعتذارا كما يقول الأستاذ «عبدالرحيم».
جاءنى رد الوزير ليزيدنى إحراجا بأدبه الجم «معلش امسحها فيا أنا ومتزعلش نفسك» وكان من الطبيعى أن أقابل هذا الكرم بما يساويه على الأقل «العفو يا سيادة الوزير اعتبر الموضوع كده انتهى».
لمعلوماتك...
◄1987 أنشأ الرئيس السادات الحزب الوطنى بعد حل الاتحاد الاشتراكى العربى
