إسلام محمد: لولا أمى كنت مت من الألم وانتظرونى وكيل نيابة قد الدنيا

الجمعة، 11 سبتمبر 2009 01:19 ص
إسلام محمد: لولا أمى كنت مت من الألم وانتظرونى وكيل نيابة قد الدنيا إسلام محمد
كتبت شيماء عبدالمنعم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يخطر على باله هو أو أسرته أن العام 2004 سيحمل له ما يغير من مسار حياته، ففى ذلك العام أصيب إسلام محمد مصطفى الذى يعيش فى محافظة سوهاج، والذى يبلغ التاسعة عشرة من عمره الآن، بسرطان العظام، وكان للأسرة خبرة طويلة بهذا المرض اللعين، فقبل إصابة إسلام بـ12 سنة عانت والدته التى تعمل مديرة مدرسة ابتدائى من سرطان الثدى وتمت معالجتها منه وتم لها الشفاء، لكن صدمة الأسرة المكونة من إسلام وشقيقين هو أصغرهم كانت الأشد قسوة عليهم جميعا.

كان إسلام فى الرابعة عشرة من عمره، وفى أحد الأيام استيقظ من النوم وحرارته مرتفعة، وفى قدمه ورم شديد وغريب، على حد وصف والدته، التى اصطحبته على الفور إلى الطبيب، وهناك تم تشخيص حالة إسلام على أنها «بسيطة.. مجرد كدمات»، تناول بعدها ما وصفه الطبيب من مسكنات، ولكن حالته ساءت بدرجة جعلت أمه تشك فى إصابته بالسرطان لسابق تجربتها معه، حملته مرة أخرى إلى طبيب آخر، فطلب منها إجراء عدد من الأشعة والتحاليل، وكانت نتيجتها، إصابة إسلام بالسرطان فى عظام الحوض وآخر فقرات الظهر.

حملته والدته ووالده، إلى القاهرة هذه المرة للحصول على العلاج بمعهد الأورام، وبدأ إسلام يمشى على الدرب نفسه الذى سارت عليه الأم فى أوائل التسعينيات. يقول: «لم أكن أتألم وحدى، وكان تألم أمى أشد إيلاما لى، مكثنا فى المعهد سنة، نأتى إليه كل 21 يوما لنستقر أسبوعا أتعاطى خلاله جرعة العلاج الكيمياوى، لحظات الألم التى مررت بها كانت تتبعها لحظات أخرى أطول من الانكسار، لم أكن أفق من هذه اللحظات إلا بتشجيع أمى ووقوفها إلى جوارى، حتى تحقق الشفاء بالفعل والحمد لله، أثناء العلاج كنت قد وصلت إلى المرحلة الثانوية، وفوجئت بزملائى فى المدرسة «يعايرونى» بالمرض، ومرة أخرى وبفضل أمى أيضا استطعت الصمود، كنت وقتها أعانى من تداعيات المرض كالصداع والدوخة وآلام العظام، وللأسف ساءت حالتى النفسية وامتنعت عن الذهاب إلى المدرسة لفترة، ونتج عن ذلك رسوبى بالصف الأول الثانوى، ومرة أخرى وقفت أمى وأسرتى إلى جوارى، كان علىّ إعادة السنة، فعلتها ونجحت، مع بداية الصف الثانى الثانوى بدأت أذّكر نفسى بحلمى فى أن ألتحق بكلية الحقوق وأن المرض لا يمكن أن يقف حائلاً دون ذلك، وبالفعل تحسنت حالتى النفسية، وتغلبت على مشاعرى التى كان يغلب عليها الحزن والضعف، تغلبت أيضا على حساسيتى تجاه ردود أفعال الناس ونظرة زملائى إلىّ، واجتهدت فى المذاكرة ونجحت بمجموع 82 %، والآن أنا بالصف الثالث الثانوى وأجتهد للحصول على مجموع يؤهلنى للالتحاق بكلية الحقوق، فأنا قارئ جيد فى مجال القوانين والتشريعات، ومتابع لكل ما يتعلق بهذا المجال، وما زال بداخلى إصرار وعزيمة برغم السرطان وبرغم كل شىء، وما زلت أحلم بـ«كرسى النيابة». إسلام ليس مقبلاً على الحياة فى شقها العلمى والدراسى فحسب، وإنما هناك أيضاً جانب مهم يتحدث عنه بابتسامه خجل ويقول: «أنا بحب وخاطب كمان».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة