مفردات النجاح فى مسلسلات السير الذاتية أتقنها المنتج إسماعيل كتكت وله تجربتان ناجحتان فى مسلسل «الملك فاروق» و«أسمهان»، وفى محاولة لصناعة نجاح جديد من السير الذاتية يقدم كتكت مسلسل «قلبى دليلى» عن حياة ليلى مراد ولكن هذه المرة أخطأ السهم الهدف بعد عرض الحلقات الـ15 الأولى، حيث اتضح من البداية أن العمل محاولة لاستنساخ مسلسل أسمهان مرة أخرى، وأسباب الإخفاق يسهل قراءتها أولا لأن حياة ليلى مراد ليس بها الإثارة والتشويق الموجودان فى حياة أسمهان، فليس فى حياتها حروب وصراعات وجاسوسية بل إن حياة ليلى مراد بها قدر كبير من الشفافية ومعظم حياتها معروفة للمهتمين بالفن وليس بها أسرار أو غموض, لذك فمسلسل قلبى دليلى لم يأت بجديد أو كشف حقيقة لم نكن نعرفها.
محاولة استنساخ أسمهان تظهر جليا من مستوى الرؤية البصرية للصورة والإضاءة الدافئة للصورة التى تحمل حنين ذكريات هذا الزمن الجميل، وأحجام اللقطات الصغيرة التى تشعر المشاهد بالحميمية مع شخصيات المسلسل كل هذه هى مفردات المدرسة السورية فى الإخراج والتى مثلها محمد زهير قنوع، ولكن هذه التجربة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن مخرجا سوريا لا يكفى لتقديم عمل جيد والإيقاع الممل الذى ظهر عليه المسلسل يؤكد أن العمل الناجح يبدأ من السيناريو الذى كان سر نجاح مسلسل أسمهان، أما قلبى دليلى فغلب عليه الطابع المصرى الكلاسيكى فى الكتابة من مط وتطويل وسرد وهى مدرسة مجدى صابر المعروفة.
وكان من الممكن التغاضى عن هذه الأخطاء فى السيناريو إذا كانت بطلة العمل تتمتع بالموهبة والخبرة اللتين تنجح من خلالهما فى صنع علاقة مع المشاهد عبر الشاشة، وهو ما تفتقده الممثلة السورية صفاء سلطان، وكان من الواضح عدم خبرتها فى الحفاظ على إيقاع أدائها الصوتى والانفعالى فى معظم المشاهد تارة نجد طبقات صوتها رفيعة جدا وتارة عادية فى مشهد نجد أدائها طفوليا أشبه بالعروسة باربى وأخرى نجدها أشبه بالفنانة شادية، ولو كانت صفاء سلطان بذلت القليل من المجهود لمذاكرة شخصية ليلى مراد لوجدتها شخصية قوية بسبب الظروف القاسية التى مرت بها فى طفولتها، والمفارقة أن الطفلة «آية رمضان» التى أدت شخصية ليلى مراد فى مرحلة الطفولة كانت أكثر موهبة ونضجا من صفاء.
لمعلوماتك...
◄21 نوفمبر 1995 توفيت الفنانة ليلى مراد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة