خلاف بين اثنين من قيادات الحزب الوطنى.. الأول أحمد عز أمين التنظيم بالحزب، والثانى الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة.. الخلاف تفجَر مؤخرا بسبب نجاح عز فى فرض رأيه على الجبلى بتعديل نظام العلاج على نفقة الدولة ليصبح القرار بيد المحافظين تطبيقا للامركزية.
الهدف المعلن من القرار هو التسهيل على المواطنين من الإجراءات المعقدة حتى يتمكنوا من استخراج قرار العلاج، لكن رغبة عز ليست خالصة النية، فتحويل القرارات لتصبح فى يد المحافظين، تمكن أعضاء الحزب الوطنى من استخدامها فى الدعاية الانتخابية خلال الانتخابات القادمة، وهو ما أكده النائب الوفدى صلاح الصايغ، الذى أكد أنه يستعد حاليا لشن حملة ضد مشروع أحمد عز خلال الدورة البرلمانية القادمة وسيدعو لها نوابا برلمانيين آخرين، وأضاف «المنافسة فى انتخابات مجلس الشعب 2010 ستكون شديدة، والعلاج على نفقة الدولة من أقوى الدعاية لمرشحى الحزب الوطنى، وتحويله ليد المحافظين سيمكنهم من ذلك بسهولة»، وبتلك القرارات لن يتمكن سوى نواب الحزب الوطنى من الحصول عليها من المحافظين الذين سيرفضون أو على الأقل يعرقلون حصول نواب المعارضة والمستقلين عليها، وبعيدا عن السياسة أكد الصايغ أن المتضرر الحقيقى هم المليون و681 ألف مريض -متوسط المستفيدين بالعلاج على نفقة الدولة سنويا- وأضاف: إذا تم تنفيذ ذلك القرار فسيتضرر المرضى منه، لأن المحافظين ليسوا أمناء على صحة المواطنين، ويتفننون فى تعذيب الناس لمنحهم التأشيرات العادية فما بالك بقرارات العلاج على نفقة الدولة، هذا بالإضافة إلى أن المحليات غير مؤهلة حاليا لتولى هذه المسئولية بسبب «الفساد المنتشر فيها». وأضاف: «هناك تيار داخل الحزب الوطنى يقود حملة للقضاء على نظام العلاج على نفقة الدولة بقيادة أحمد عز»، مطالبا عز وقيادات الحزب بعدم المساس بحق المواطنين فى الصحة.ما زاد الخلافات بين عز والجبلى هو تعامل الأول مع اقتراحه، على أنه قرار سيجبر الجميع على تنفيذه حتى الوزير المختص، وهو ما بدا واضحا فى الثقة الزائدة التى تكلم بها عز، خلال اجتماعه مع نقيب المحامين حمدى خليفة وأعضاء مجلس النقابة الجدد فى فندق «الفورسيزونز»، بعد أن وعدهم بأن تأشيراتهم على الطلبات ستكون أهم من تأشيرات الوزراء، فاستفسر منه أحد الأعضاء، قال: «إذا أعطيت تأشيرة على طلب للعلاج على نفقة الدولة وحاتم الجبلى اعترض»، لكن عز أكد له قائلا «كلامك هيمشى على حاتم الجبلى» ونص الكلام كشف عنه المحامى محمد طوسون عضو المجلس السابق لنقابة المحامين- وبالطبع كلام عز يحمل استهانة بالجبلى، خاصة أن عز كان يبدو متأكدا من أن الأمور ستخرج عن سلطة الجبلى ووزارته فتصبح السيطرة عليها أسهل، ويمكنه وقتها أن يمنح من يشاء الوعود التى تروق له.
بالتأكيد هذا الكلام لم يرض عنه وزير الصحة، الذى يتبنى توجها آخر وهو إلغاء العلاج على نفقة الدولة نهائيا، على أن يتم دمج ميزانيته بأموال العلاج المجانى، أما الهدف من ذلك فهو سعى الجبلى لتحسين منظومة العلاج المجانى بتطوير المستشفيات الحكومية بعد فضائحها المتكررة، وحالتها المزرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة