دخلت لبنان النفق المظلم مجدداً عقب إعلان سعد الحريرى اعتذاره عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، بعد 73 يوماً من المشاورات السياسية بين الأكثرية والمعارضة، فمع اعتذار الحريرى بدأت التوترات السياسية تطفو على السطح، خاصة بعد أن حمل خطاب الاعتذار تحميلاً بطريقة غير مباشرة للمعارضة بالمسئولية عن إخفاق إتمام حكومة الوحدة الوطنية، وهى الاتهامات التى ردت عليها المعارضة بقولها إن الحريرى هو من أفشل الحوار اللبنانى. هذه التوترات مرشحة للانفجار مجدداً، خاصة مع اتجاه قوى 14 آذار إلى إعادة تكليف الحريرى مرة أخرى.
إبراهيم الموسوى مسئول الإعلام بحزب الله قال لليوم السابع فى اتصال هاتفى من بيروت إن الاتهامات دائما موجودة ومتبادلة بين قوى الأكثرية والمعارضة، وإنما على أرض الواقع المسئول عن تأخير وعرقلة تشكيل الحكومة هو فشل الحريرى فى الوفاء بوعده بتشكيل حكومة وفاق وطنى، حيث إن تصرفاته لم تكن فى هذا الاتجاه.
وانتقد الموسوى الخطوة التى قام بها الحريرى من تقديم صيغة الحكومة بشكل منفردا، وقال إن الحريرى أخطأ حين أقدم على خطوة لم تحدث سابقا، وقام بتسمية الحقائب والوزراء، وقام بتقديم تشكيلته الحكومية دون أخذ الموافقة عليها وحاول فرض شروط غير موجوده فى الدستور.
وكان الحريرى قد قدم يوم الاثنين الماضى، تشكيل الحكومة لرئيس الجمهورية دون التشاور حولها لوضع حد للخلافات، والتى تتكون من 30 وزيرا منهم 15 للأكثرية و10 للمعارضة و5 لرئيس الجمهورية، وكانت أزمة توزيع الحقائب الوزارية وتسمية الوزراء عقبة جديدة وضعها رئيس تكتل التيار الديمقر اطى الحر ميشيل عون وحليف حزب الله، حيث اشترط توزير صهرة الراسب فى الانتخابات النيابية جبران باسيل واستمرار احتفاظة بوزارة الاتصالات، وانتهت كل الاجتماعات التى عقدها الحريرى مع عون وباسيل بتخليه عن تشكيل الحكومة.
ورفض الموسوى تحميل عون مسئولية الإخفاق، وقال إن ما حدث كان محاولة من الحريرى لفرض رؤيتة على المعارضة وعندما لم يستطيع تقدم بالاعتذار، لافتا إلى أن الحريرى استهلك وقتا كبيرا وفقد رصيد شعبى بعد أن أخفق فى التوصل إلى صيغة توافقية بعد مرور 73 يوما على تكليفه بتشكيل الحكومة ،فقرر أن يعتذر وهو يعلم أنه سيتم إعادة ترشيحه مرة أخرى، وهو الأمر الذى سيعيد له جزء مما فقده ويمنحة دعما قويا.
وفى حين تسربت أقاويل من بين قوى الأكثرية حول نية أعضائها إعادة تكليف الحريرى مرة أخرى بتشكيل الحكومة، قال الموسوى إن موقف الحزب من إعادة ترشيح الحريرى مرة أخرى هو أمر سابق لأوانه لأن الأوضاع تتبدل لحظة بلحظة.
وأكد الموسوى على أنهم لم يقدموا شروطا بل إن الأكثرية هى من قامت بذلك أولا بالتدخل فى تسمية الوزراء، وطالبت بعدم توزير الراسبين وثانيا بتخصيص وزارات خاصة وحصرية للأكثرية، مشيرا إلى أن التدخلات الخارجية فى شئون لبنان مازالت متواجدة دائما متمنيا ألا يستغل أحد الوضع الراهن.
وكشف مصدر لبنانى عن أن رئيس جمهورية لبنان العماد ميشيل سليمان سيقوم خلال اليومين المقبلين، وبالأرجح يوم الاثنين المقبل بمشاورات جديدة حول رئيس الحكومة الجديد، إلا أن المصدر لفت إلى أن الحريرى مازال مرشحا قويا لتسميتة مرة أخرى، وإن كانت بعض القوى المعارضة بدأت فى طرح اسم فؤاد السنيورة رئيس حكومة تسيير الأعمال.
وفى هذا الإطار اعتبر النائب عماد الحوت أن إعادة تشكيل الحريرى يعتبر عودة لنقطة الصفر وستبدأ المفاوضات من نقطة الصفر مرة أخرى، فالحريرى لا يمكن أن يتراجع عن ثوابته وبالتالى سيتم إعادة النظر فى كل الاتفاق السابق حتى صيغة الـ15+10+5 وهذا يعطى فرصة أكبر للرئيس المكلف للوصول إلى تسمية تجعله يحافظ على ثوابته وفى الوقت نفسه يشكل الحكومة قادرا على مواجهة التحديات.
كما أعرب رئيس التيار الشيعى الحر الشيخ محمد الحاج حسن لتطور الأحداث فى لبنان بشكل سلبى وما وصفه بتعنت المعارضة ووضع العراقيل التى دفعت بالحريرى إلى الاعتذار الذى يكشف النقاب عن وجوه المعرقلين الذين يرغبون بعرقلة مسار قيام الدولة والمؤسسات.
ودعا نواب الأكثرية إلى تأييد تسمية الحريرى مجددا ودعوته لتشكيل حكومة أكثرية، للخروج من دوامة التهديد التى تمارسها المعارضة التى تتلقى الأوامر من طهران ودمشق، ولا يجوز أن يتعنت البعض بتوزير راسبين أرخوا لحاهم ليشملهم عطف التكليف الشرعى.
وعقدت قوى 14 آذار اجتماعا طارئا تقرر خلالة أن تستمر الاجتماعات مفتوحة لمناقشة تطورات الأحداث، كما أنها ستتوجة فورا للقاء الحريرى والوقوف على آخر التطورات وبحث الأمر معه.
14 آذار تتجه لإعادة تكليف الحريرى.. وحزب الله يعتبر أن مهمته فشلت
الجمعة، 11 سبتمبر 2009 04:24 م