أخذت أقلّب الأيام أعرفها وتعرفنى
وألحظ فى مفكرتى علامات تحدثنى
فذاك اليوم كانت فيه آمال تراقصنى
وكانت فيه أفئدة تقوم الليل تؤنسنى
وكانت فيه عين أبى تداعبنى وتحرسنى
وكانت فيه روح أبى كهذا العارض الهتن
وكانت فيه آيات من القرآن تنقصنى
وكانت فيه أبيات من الأشعار تعجزنى
وكانت فيه أجراس لوقع القول فى أذنى
أخذت أقلّب الأيام إذ مالت على غصنى
وإذ سافرت لا ألوى على أحد ولا مدن
وإذ عاينت أقلامى وأحلامى بلا وطن
وإذ ناديت فى شجو بلا صوت يميّزنى
أخذت أقلّب الأيام يا ولدى فترعبنى
وأخشى أن تلاحقنى.. تؤرّقنى وتلهبنى
أخاف عليك أن يمسسك شىء كان يرهقنى
أخاف عليك أن يأتيك من أنبائها حزنى
أخذت أقلّب الأيام ألقاها بلا وزن
وألقى الله أنشأها ويملؤها ويملؤنى
وألقى الله فى حلّى وترحالى وبالوسن
وألقى الله يعصمنى من الأضغان والمحن
أخذت أقلّب الأيام أشبهها وتشبهنى
تمر.. وكل أشرعتى تمر كسائر السنن
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة