لماذا يسافر المصريون لدول الخليج؟ ولماذا تنتهك آدمية المصرى فى تلك الدول؟ أيها القارئ كان لابد لى من طرح هذين السؤالين قبل الدخول فى الموضوع الذى بصدد الكتابة عنه. الإجابة على السؤال الأول هو العمل فبعد ازدياد البطالة وقلة فرص العمل بين الشباب وغلاء الأسعار كان لابد من السفر للدول النفطية. والإجابة على السؤال الثانى الخاص بسبب انتهاك آدمية المصرى هناك يرجع إلى سببين الأول وهو نظام الكفيل المعروف به فى هذه الدول والذى غالبا ما يسوم المصرى سوء العذاب، والثانى هو ضعف وهوان سفاراتنا فى الخارج وهذا الضعف ناتج عن العلاقات الشخصية بين كثير من سفرائنا وبين الملوك والأمراء ورجال أعمال هذه الدول، أما السبب القوى المباشر للضعف فهو ضعف حكوماتنا لأن ضعف سفاراتنا فى الخارج علامة من علامات ضعف حكومتنا. مناسبة حديثى هذا ما شاهدته وسمعته فى برنامج 90 دقيقة والذى يقدمه الإعلامى معتز الدمرداش فى قناة المحور، فقد شاهدت منذ عدة أيام حلقة مع السيدة عائشة عبد الهادى وزيرة القوى العاملة والهجرة فى لقاء مع معتز. والذى اتصل مصرى يعمل بدولة الإمارات العربية والذى طلب عبر مداخلة تليفونية من الجهات المختصة أن تتصل به وبزوجته لأمر هام ثم عرض مشكلته وهى أنه تعرض ولا يزال للظلم والمهانة ومحاولتى قتل بالسم داخل السجن الإماراتى على يد ضابط أمن دولة إماراتى برتبة عقيد. وكان المصرى الذى يدعى سعد على معرفة بالضابط وقد قام بعمل شغل لهذا الضابط وحين تم الإمساك بهذا المصرى فى المطار دون ذكر السبب أمر زوجته بالاتصال بهذا الضابط حتى ينقذه إلا أن الضابط خان الأمانة وبدأ الاتصال بزوجته بحجة طمأنتها عليه ثم تطور الأمر إلى مغازلتها فلما لم تستجب له، بدأ يهددها بقوله إن لم تستجب سأسجن زوجك مدى الحياة إلى أن رجعت إلى مصر، ثم أضاف سعد صاحب المشكلة أن الضابط بدأ مطاردته مثل مجرمى المافيا. فرد عليه معتز بأن يلجأ إلى السفير هناك فأجابه سعد: السفراء ليسوا ملائكة ! نحن نريد فتوات للدفاع عنا . الشىء الوحيد الذى لم أتخيله هو طريقة وأسلوب رد الوزيرة عليه والذى خلا من اللياقة وعن السياسة فبدأت تتحدث بطريقة فيها سخرية وإيحاءات تقلل من شأن المتصل الملهوف والذى يطلب المساعدة وتنزل من كرامته بل وتنتهك رجولته، فقالت: أنت تعمل تصرفات شخصية خاطئة ثم تحمل السفارات العبء وأضافت: تدى رقم تليفون مراتك للناس ليه؟ (وبدأت تكرر السؤال الاستنكارى بالرغم من قوله السبب فى ذلك) ثم أضافت: دى حاجات مش مظبوطة – كما لو كانت تتهمه ضمنيا بانه ديوث أو قواد !! ثم انتهت المكالمة .. كان من المفترض من معالى الوزيرة وهى سياسية أن تواسيه فى محنته وتطمئنه أنها والحكومة لن يغمض لهم جفن حتى يأخذ حقه ويثيروا هذا الموضوع مع الإماراتيين .. – حتى لو كان صاحبنا مخطئا لا يمنع هذا من وقوف حكومته بجانبه لاستبيان الحقيقة لا التقريع أيتها الوزيرة، ولك فى الممرضات البلغاريات خير مثال، فبالرغم من إدانة القضاء الليبى لهن إلا أن الضغوط التى مارستها دولتهن كانت سببا رئيسيا فى الإفراج عنهن.
عثمان محمود مكاوى يكتب: أبناؤنا فى الخارج اصبروا وصابروا!
الخميس، 10 سبتمبر 2009 03:36 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة