دعا مهدى عاكف، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إلى مصالحة عاجلة بين الحكومات والشعوب، وذلك لتحقيق الأمنَ وحفظ الأمة من السقوط والانهيار، وحماية الأمةَ من الانكشاف أمام أعدائها المتربصين.
وأوضح عاكف فى رسالته الأسبوعية التى يبثها الموقع الرسمى للجماعة بعنوان"رمضان والعودة إلى القيم والأخلاق"، أن المصالحة وحماية الأمة يتطلبان إقامةَ الحق والعدل والمساواة، ونشر الحريات فى المجتمع، باعتبار أن الاستبداد يقضى على القدرات العقلية للأمة، وينال من إرادتها وعزمها، وفى ظله يتقلص معنى "الإيمان بالله" ليقتصر على المظهر الدينى للعبادة، دون المظهر الاجتماعى الذى يسوى بين الجميع.
وذكر عاكف أنه فى ظل الاستبداد يتبدل سلم القيم فى الأمة، لتصبح القوة فوق الفكر والعقل، وتصبح وظيفة المؤسسات فى الدولة تنفيذ إرادة السلطة المستبدة، بدلا من القيام بواجباتها الأساسية فى خدمة الأمة، وتتحدد مكانة الأفراد فى الأمة ومسئولياتهم طبقا لموقفهم من السلطة الاستبدادية، ويتغول الأمن السياسى على حساب الأمن الاجتماعى، وبذلك تهتز مكانة العدل فى الأمة، ويشيع فيها الظلم، وتنتشر الجرائم الاجتماعية، وتفقد القيم الأخلاقية فاعليتها وتأثيرها، وتسود قيم النفاق التى تفترس المظلومين من أذكياء الأمة ومحروميها.
وخلص عاكف فى رسالته إلى أن هذه المقدمات يتحول معها المجتمع إلى أكوام بشرية وتشيع الأنانيات الفردية، وتتمزق شبكة العلاقات الاجتماعية، وتتحطم معنويات الأمة، ويضعف الانتماء للوطن، ومن هنا يتهدد الأمن القومى للأمة.
وقارن بين الدفاع والأمن القومى بين دولة أساس الحكم فيها السجن والتعذيب وتلفيق التهم للأبرياء، ومصادرة أموال الشرفاء، وبين دولة الشورى والحريات التى أقامها عمر ابن الخطاب أمير المؤمنين وكان أساسها مقولته لولاته «أدِرُّوا على المسلمين حقوقَهم، ولاَ تَضْرِبُوهم فَتُذِلُّوهُمْ، وَلاَ تُجَمِّرُوهُمْ (أى لا تحبسوهم بغير حق) فَتَفْتِنُوهُمْ، ولا تُغْلِقُوا الأَبْوَابَ دونَهم، فَيَأْكُلَ قَوِيُّهم ضَعِيفََهم، ولا تَسْتَأْثِرُوا عليهم فتَظْلِمُوهُم، ولا تَجْهَلُوا عليهم».
مرشد عام الإخوان المسلمين فى رمضان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة