محمد حمدى

دراما السعودية والبحرين

الخميس، 10 سبتمبر 2009 02:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على استاد الملك فهد الدولى بالرياض أمس، تمتع المشاهدون بالدراما فى أفضل صورها، فى المباراة التاريخية التى جمعت الفريقين الوطنيين للسعودية والبحرين، للوصول إلى نفس المقعد فى كأس العالم لكرة القدم فى جنوب أفريقيا العام القادم.

وحسب لوائح الفيفا، صعدت أربع فرق من آسيا بعد خوض التصفيات النهائية فى مجموعتين جديدتين انتهت مبارياتها بتأهل فريقين من كل مجموعة، هما اليابان وكوريا الجنويبة وهما ضيفان شبه دائمين فى البطولة.. وأستراليا التى تواصل الصعود للنهائى الثانى بعد انضمامها للاتحاد الآسيوى لكرة القدم.. وأخيرا كوريا الشمالية الضيف الجديد على نهائيات كأس العالم.

وتبقى نصف مقعد لآسيا تنافست عليه السعودية والبحرين، وجرت المقابلة الأولى على ربع مقعد فى المنامة السبت وانتهت بالتعادل السلبى، ووصلنا إلى مرحلة النصف مقعد فى الرياض حيث كان يكفى السعودية الفوز بأى نتيجة لتصعد للعب مباراتين أمام نيوزيلندا يبلغ الفائز منهما جنوب أفريقيا.

وبدا أن السعوديين فى طريقهم للصعود الخامس على التوالى لنهائيات كأس العالم بهدف فى الشوط الأول، لكن البحرينيين بددوا هذا الأمل بالتعادل قبل نهاية الشوط.. وفى النصف الثانى من المقابلة بدا أن البحرين تتأهب لنصر تاريخى بالتعادل الذى استمر حتى الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع وتحديدا الثانية الأربعين بعد انتهاء الوقت الأصلى من المباراة، لكن السعوديين سجلوا هدفا كالصاعقة، اهتزت له السعودية كلها، وحزنت البحرين حزنا لم تعرفه.
وبينما المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد مرور دقيقتين وأربعين ثانية من الثلاث دقائق المحتسبة بدل الوقت الضائع سجل البحرينيون هدفا مثل الضربة القاضية بلغة الملاكمين، لتختفى فرحة السعوديين، وتحل محلها فرحة عارمة للبحرينيين، وتوالت حالات الإغماء من الجانبين البحرينيون غير المصدقين الصعود الصعب.. والسعوديون غير المصدقين الإقصاء الأصعب.

هكذا بدت الدراما فى أبلغ صورها وفى 120 ثانية فقط، بحسابات الزمن لا تمثل شيئا على الإطلاق.. لكن بحسابات المشاعر التى تفجرت فى بلدين خليجيين كانت وكأنها العمر كله الذى لا يمضى.. لكن الدراما ليست كل شىء .. الأهم هو العزيمة التى تحلى بها البحرينيون، فلم يصبهم الانهيار بالهدف الصاعق المباغت.. وعادوا فى ثوانى قليلة ليكتبوا تاريخا جديدا لبلادهم ينتظر الاكتمال فى 180 دقيقة كرة قدم أمام نيوزليندا.

وقد تكون فرصنا صعبة، بل شديدة الصعوبة، فى اللحاق بركب المتأهلين لكأس العالم بعد غياب طال عشرين عاما، لكن البحرينيين أعطونا درسا مهما فى أهمية التمسك بالأمل، وبذل الجهد والعمل من أجل تحقيق الحلم.. أما التوفيق أو عدمه فهو من عند الله.

علينا جميعا التمسك بالأمل ليس فى كرة القدم فقط، وإنما فى شتى مناحى الحياة.. فبدون أمل لا يصبح للحياة معنى.. والأهم ألا نفقد القدرة على الحلم، فالبشر الحقيقيون فقط هم القادرون على تحويل الأحلام إلى واقع يتفسر على الأرض.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة