وتأتى اليَومَ لِتقولى الوداعا
فليس بعد الوداع سماعا
ذكريات الفراق الأليمة
ستزيد من كونى اتساعا
أقمار سمائه سوداء الأهلة
لا أرى من أنوارها شعاعا
دميم ذلك الوجه أمامى
أهيم الآن فيه ضايعا
عشقته يوما عشق متصوفا
واليوم تأتى لتنزعى القناعا
رحلت إليه أهفو خاشعا
أهرول بين مقلتيك انصياعا
كنت إيمان قلب ضارعا
فكيف غدى دينك خداعا
أوهامى فيك التى شيدتها
ليقتاتها قلبى إن سقم أو جاعا
وظنونى التى طالما صارعتها
تأتى الآن لتزيدنى أوجاعا
غرزت الحب فى قلبى فسيلة
فكلما نما الهوى حصدته أطماعا
فكيف لى انتزاع فروعه من
وقد تغلغلت جذوره النخاعا
عصف الموج يوما عليك
فكُنت سفينة لك وشراعا
وعلى بر أمان رست مراكبنا
فكيف غدى شط البحر قاعا
كيد النساء وإن قلمت ظافره
نبت من تحته ألف ذراعا
فإن جاء يوما وأدركت محبتى
ورجوت لعهد الهوى ارتجاعا
فصحارى الكون هناك فاذهبى
رميت قلبى بها لتأكله السباعا
