بحجة الحفاظ على أمنها الصحى..

السلطات الإسرائيلية تقتل آلاف الجمال المصرية

الثلاثاء، 01 سبتمبر 2009 09:58 م
السلطات الإسرائيلية تقتل آلاف الجمال المصرية جانب من تقرير معاريف
كتب حاتم عطية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية، تحقيقاً صحفياً يوضح كيف تقتل السلطات الإسرائيلية الآلاف من الجمال المصرية التى تتسلل من سيناء إلى داخل إسرائيل، بحجة أن ظاهرة تسلل هذه الجمال لإسرائيل ستتسبب فى حدوث كم كبير من المخاطر والمشكلات التى تلحق الضرر بأمن المواطنيين الإسرائيليين وستنقل بهم أمراض معدية تهدد حياة الإنسان.

تحت عنوان "كيف تحولت الجمال المصرية إلى عناصر مطاردة مطلوب القبض عليها؟"، قال الكاتب الإسرائيلى شمعون إفرجان، إن دولة إسرائيل لا تعرف كيف تتصرف جيداً مع ظاهرة تسلل المئات من الجمال المصرية إلى داخل الأراضى الإسرائيلية عبر الحدود التى تفصل بين البلدين، خاصة مع عدم اهتمام المصريين باسترجاع هذه الجمال.

وأضاف الكاتب، أن إسرائيل تعتبر الجمال المصرية المتسللة تمثل خطراً على أمنها، وبناءً على ذلك تقوم وزارة الصحة فى إسرائيل بتوجيه تحذيرات من تسللها إلى داخل بلادنا، لأنها تتسبب فى انتشار أمراض خطيرة، ولكن كيف يمكن منع تسلل هذه الجمال؟، لهذا هل يبقى الحل الوحيد أمام إسرائيل هو إطلاق النار على أى جمل مصرى "بلا هوية" يتسلل من سيناء إلى داخل إسرائيل، ليصبح الموت مصير "سفينة الصحراء"؟.

وأوضح، أن التوترات التى شهدتها العلاقات بين مصر وإسرائيل كانت تحمل طابعاً عسكرياً وسياسياً، ولكن هناك عنصراً جديداً أضيف على هذه التوترات، وهذا العنصر هو ظاهرة تسلل الجمال المصرية إلى إسرائيل، والتى تهدد بخلق أزمة دبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب، لأن الجمل المصرى الذى يعرف فى الشرق بأنه سفينة للصحراء تحول إلى سفينة حربية مدمرة، لأنها تنقل الأمراض الفتاكة.

حيث تدعى السلطات الإسرائيلية، أنها تتجنب حدوث أزمة دبلوماسية بين البلدين، وأنها تحاول أيضاً تفادى الأمراض المعدية التى تسببها الجمال المصرية، لهذا لا تقوم السلطات بمطاردة الجمال التى تتسلل إلى إسرائيل، ولا تفكر فى إعادتها لمصر بحجة أن تسليمها لمصر سيتسبب فى أزمة مع حكومة مبارك، ولكن تفضل إطلاق النار عليها لقتلها والتخلص من الأمراض الخطيرة التى يمكن أن تسببها على أمن إسرائيل الصحى، وهى أمراض مثل السل وخمى الأخدود الأفريقى التى يمكن أن تسبب العمى للإنسان، وفقاً لمزاعم وزارة الزراعة بإسرائيل.

ويذكر الكاتب أن الإحصائيات تشير إلى أن السلطات الإسرائيلية قتلت ما يقرب من ألف جمل مصرى بعد إطلاق النار عليها، موضحاً أن سياسة وتعليمات وزارة الزراعة فى إسرائيل بخصوص التعامل مع ظاهرة تسلل الجمال المصرية لإسرائيل كانت "قتلها بوحشية"، لهذا اعتبر الكاتب أن تعليمات وزارة الزراعة لقتل الآلاف الجمال بوحشية تامة كان بمثابة "فضيحة لا مثيل لها".

وبناء على هذه الفضيحة، ثار إتى الطمان رئيس جمعية "دعوا الحيوانات تعيش"، بسبب القتل الوحشى للجمال المصرية، وقال متسائلاً لماذا تأمر وزارة الزراعة الإسرائيلية بقتل هذه الجمال بدلاً من احتجازها فى الحجر الصحى للتأكد من سلامتها أو إذا كانت بالفعل مصابة بالأمراض المعدية، مؤكداً أن الجمال المصرية من المستحيل أن تتمكن من عبور المسافة التى تقع بين الحدود المصرية الإسرائيلية إذا كانت مصابة بأى مرض، لأن المرض سيمنعها من اجتياز هذه المسافة الطويلة.

وطالب رئيس جمعية "دعوا الحيوانات تعيش"، الإسرائيلية بضرورة أن يعرف المسئولون فى الحكومة المصرية بقيام السلطات الإسرائيلية بإطلاق النار على الآلاف من الجمال المصرية، وذلك حتى يتخذ المسئولون المصريون الإجراءات الفورية لوقف ظاهرة إعدام الجمال قتلاً بالنار دون التأكد من إصابتها بأى مرض، خاصة بعدما أشار إلى أن أعداد الجمال فى الدول العربية انخفض بنسبة 80%.

كما اهتم الكاتب بذكر رأى أورييل أولمان، الخبير الإسرائيلى فى الإبل، الذى أكد أنه لا يعتقد أن الجمال المصرية قد تسبب الكم الهائل من الأمراض المعدية التى تدعى السلطات الإسرائيلية أنها سوف تنتقل إلينا بمجرد دخول هذه الجمال إلى إسرائيل، موضحاً أن الصحة العامة فى إسرائيل لا تتأثر مطلقاً بتسلل هذه الجمال عبر الحدود.

وأخيراً تطرق الكاتب إلى الاقتراح الذى قدمته جمعية "دعوا الحيوانات تعيش"، وهو الاقتراح الذى طالب إسرائيل ومصر بتوفير لها عدد من الأطباء البيطريين من كلا البلدين حتى يقوموا بفحص هذه الجمال فى مركز للحجر الطبى يقام على الحدد المصرية _ الإسرائيلية، وبناء على هذا الفحص الطبى تعالج الجمال المريضة أو تقتل وتترك الجمال المعافاة حية.

وذلك بدلا ما يقوم جنود الجيش الإسرائيلى وشرطة الحدود الإسرائيلية بصيد هذه الجمال ببنادقهم ليردوها قتيلة أو يقبضون على هذه الجمال ويربطونها دون أكل أو شراب، ولكن فى النهاية لم تتحمس السلطات المعنية بهذا الاقتراح، رغم قيام رئيس الجمعية بالاتصال بوزير الزراعة شالوم سمحون، وبدائرة الشرطة الإسرائيلية، وطالبهم بالحفاظ على حياة هذه الجمال وبمحاكمة المسئولين عن جريمة قتلهم وبسن قانون يحرم إعدامها، ومن جانبه وعد الوزير بالتعامل مع هذه الظاهرة التى تكون ضحيتها الجمال التى لا ذنب لها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة