وزير الإسفلت

الأحد، 09 أغسطس 2009 11:30 ص
وزير الإسفلت
أحمد العباسى يكتب:

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرر وزير السينمات دعوة وزير الإسفلت إلى السينما وذلك بعد أن شعر ببعض المطبات فى شارع يؤدى إلى إحدى قصوره ورغم أن السيارة الفارهة للغاية التى اشترها مؤخراً من ألمانيا مجهزة بحيث لا يشعر راكبها إلا أن وزير السينما والذى يملك حس فنان مرهف شعر بالمطب وبسؤال سريع للسائق علم أن البلدية لم ترصف الشارع منذ ما يقرب من سبع أو ثمانية أيام، نزل الخبر على الوزير كالصاعقة وقرر على الفور تحسين علاقته بوزير الإسفلت لتجنب مثل هذا الإهمال.

فرح وزير الإسفلت بهذه الحفاوة التى قابله بها وزير السينمات وتعجب من عدم تفاخره كالعادة بالإقامة بالخارج لسنوات طويلة ولكن مع بداية عرض الفيلم بدأ يغير رأيه؛ فالفيلم كان "أجنبى" ليس هذا فقط لكنه أيضاً لم يكن مترجماً وعلى الفور استغل وزير السينمات الفرصة وبدأ يترجم الفيلم، شعر وزير الإسفلت بالضيق الشديد فأحداث الفيلم كان معظمها يدور فى الشوارع التى تبدوا نظيفة جداً وواسعة جداً جداً وما أصابه بالضيق أن أحد مشاهد الفيلم كانت تتضمن بقاء أتوبيس ضخم يسير بسرعة معينة دون توقفه، فلقد أخبر واضعو القنبلة السلطات أنه سينفجر إذا توقف أو قلت سرعته، شعر الوزير أن وزير السينمات أتى به ليسخر منه، ومما زاد الأمر سوء أنه فى أحد مشاهد الفيلم تعرض الأتوبيس لمشكلة بسبب ازدحام الشارع لكن السلطات فتحت له ما يسمى ممر الطوارئ وهو منطقة على جانب الطريق المزدحم ممنوع دخول السيارات فيها لأى سبب فهى مخصصة فقط لسيارات الطوارئ إسعاف ومطافئ؟!

خرج وزير الإسفلت من السينما وقد شعر بالإهانة الشديدة فقرر أن يثبت لوزير السينمات أنه يملك العديد من القدرات الفذة وفى صباح اليوم التالى كانت هناك لافتة ضخمة فى ميدان "وسط البلد" تبشر الناس بالبدء فى عمل ممر الطوارئ وفى فترة قياسية تم الانتهاء من الممر لكن العجيب أن مسئولا كبيرا جداً اتصل بوزير الإسفلت يهنئه بافتتاح مثل هذا الموقف للسيارات وأخبره أن ابنه الغالى سعيد به لأنه للمرة الأولى يجد "ركنة" أمام جامعة خطيبته؟! لم يستطع وزير الإسفلت أن يخبر المسئول الكبير جداً أنه حمار أو يشرح له حقيقة الأمر ففكر فى حل آخر وأخيراً هداه تفكيره العبقرى إلى عمل ممر علوى للطوارئ وبعد أشهر قليلة جداً افتتح الوزير الممر وكان وزير السينمات بالطبع أول المدعوين لكن المفاجئة الكبيرة أن الناس اعتقدوا أن الهدف من هذا الكوبرى هو نزهاتهم الخاصة وعلى الفور ظهرت "حلل المحشى" وبائعو الحمص والترمس" مما جعلها فرصة سانحة لوزير السينمات للسخرية وبدلاً من أن يعود وزير الإسفلت سعيدا، عاد والهم يملؤه لكن سرعان ما وجد الحل، فلقد أصدر فرمانا بأن صعود الكوبرى يلزمه إذن خطى منه شخصياً.

كعادته كل أسبوع غير سائق أتوبيس طريقه واتجه لقاع النهر لكن لحسن الحظ كان رجل المستحيل بين الركاب واستطاع بخدعه المميزة الخروج والوصول لوزير الإسفلت والحصول على إذن خطى منه قبل مرور 48 ساعة لكن للأسف كان جميع الركاب قد استراحوا من الحياة.
غضب وزير الإسفلت للغاية لأنه علم أن أهالى الضحايا استخدموا الإذن الذى حصلوا عليه فى مرور جنازات الضحايا فى حين أخبره رجل المستحيل أنه من أجل مرور سيارات الإسعاف.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة