تحتفل غداً ورشة الزيتون بمرور 30 عاما على إنشائها، حيث بدأت فى أغسطس عام 1979 بمبادرة من المترجم والأديب فخرى لبيب، وكان اسمها فى البداية "النادى الأدبى الثقافى" ثم ورشة يوسف إدريس للإبداع والتقدم، واستقر اسمها منذ عام 1996 على ورشة الزيتون التى احتضنها حزب التجمع الوطنى وفرعه بحلمية الزيتون. بهذه المناسبة تحدث أدباء ومثقفو مصر عن دور الورشة وما قدمته للحياة الثقافية:
الروائية هويدا صالح قالت، ورشة الزيتون تقوم بدور مهم جدا فى تحريك المجتمع الثقافى رغم قلة إمكانياتها المادية، إلا أن الشاعر شعبان يوسف مدير الورشة يقوم بجهد كبير ودون مقابل، ويأتى إليها النقاد والمبدعون دون مقابل أيضا، ونتشارك جميعا فى ذلك، وتحتفى الورشة بأشخاص مغمورين مثل محمد كامل القارئ والمثقف الحقيقى وفكرى الخولى العامل المناضل، ويقوم شعبان يوسف بالنبش وراء الأعمال والأدباء الذين تجاهلتهم المؤسسة الرسمية، وأضافت: هناك من يرى أن الورشة أدت دورها فى مرحلة معينة، وعلينا أن نتجاوزها حالياً، ولكننى أؤمن بضرورة دعمها والوقوف جوارها، خاصة فى ظل المنافسة القوية مع المكتبات الجديدة، الأمر الذى يخلق حراكا ويعطى روحا للحياة الثقافية.
اتفق معها الناقد حسام عقل، قائلا: لا شك أن الورشة تمثل نموذجاً ناجحاً للنشاط الثقافى الأهلى التى نجحت بمشاركة منابر أخرى بعيدة عن قبضة المؤسسة الرسمية، فاستطاعت على مدى 30 عاما أن تحتضن رموز الحياة الثقافية، وأن تبدل رئة المهمشين إعلامياً، كما ضخت الورشة عدداً وافراً من الأسماء التى شكلت خارطة شعرية وثقافية جديدة، كما استطاعت أن تخرج من القالب الأيديولوجى المحيط، وتتحرر من تبعيتها لحزب التجمع، وأن تنفتح ليبراليا دون تمييز مذهبى بين الأدباء، فضلا عن اكتشاف أسماء نقدية جديدة، ولعل نجاح الورشة مع المكتبات الخاصة هو الذى أنقذ الحياة الثقافية المصرية من الركود وربما الموت.
الكلام نفسه ذكرته الروائية منصورة عز الدين، وقالت: ورشة الزيتون من الأماكن المهمة والمؤثرة فى الحياة الثقافية، ودورها لا تستطيع أن تقوم المؤسسة الرسمية، ويكفيها أنها استمرت 30 عاماً، وساهمت فى التعريف بمعظم أدباء هذا الجيل والأجيال السابقة عليه، وتفتح أبوابها أمام الجميع ولا تشترط اسم الكاتب أو شهرته، كما أن الشاعر شعبان يوسف يقوم بجهد كبير لدعمها فهو شبه متفرغ لها، الأمر الذى جعلها معبرا لجميع الكتاب والأدباء.
وتحدث الناقد سيد الوكيل، وقال: علاقتى بالورشة لا تزيد عن عشر سنوات، ولكننى أجزم أن حضور هذه الورشة وقوتها فى شخص شعبان يوسف نفسه بنشاطه وعلاقاته الموسوعية، وكثير من الكتاب يصرون على المرور على الورشة حتى لو أقاموا ندوات فى أماكن أخرى فيعتبرون مرورهم عليها تدشيناً حقيقياً لهم، إضافة إلى العديد من الأدباء العرب الذين يأتون لمباركة أعمالهم من خلال الورشة، وأضاف "المنافسة الحقيقية للورشة تأتى من خلال المكتبات الجديدة، ولكن هذا لا يمنع أنها ستظل مستمرة بفضل جهود شعبان يوسف، والأجيال التى تربت فيها وقدمت نفسها من خلالها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة