حالة من الفزع عاشها سكان منطقة العمرانية بعد الانفجار المدوى الذى وقع منذ أيام بعد قيام محمد سعد عامل الخردة بتفكيك جسم صلب للاستفادة من النحاس الموجود به، فانفجر فيه وأصابه بفقد ساقه، وتبين أنه دانة من مخلفات الحروب تم نقلها من الصحراء الغربية إلى محل خردة لمحسن حجاج تاجر الخردة ، حيث إنه يقوم باستقطاب حديد الخردة وإعادة تقطيعه وبيعه مرة أخرى، دون النظر إلى ماهية تلك الأجسام الصلبة ، التى تحتوى متفجرات، وعند التعامل معها تسبب كارثة إنسانية ..
من جانبه أكد عمر أحمد محمد، محكم دولى، أن هناك الكثير من مخلفات الحروب من الألغام والدانات التى خلفتها الحرب العالمية الثانية فى مصر، ولم تقتصر أضرارها على المنطقة الموجودة بها، بل تعدى ذلك إلى مناطق أخرى بمختلف محافظات الجمهورية، وغالبا ما تكون البداية باستيلاء أحد البدو عليها، فيتعامل معها بكل تلقائية، ظنا منه بأنها تحتوى على كميات من النحاس، فيأخذها معه إلى المنزل، وعندما يحاول استخراج النحاس تنفجر فيه، ولكن فى الغالب يقوم البدو بترحيل اللغم إلى عمال الخردة الذين يجلبون هذه المخلفات بأسعار رخيصة، لبيعها بسعر أكبر فى محافظات أخرى مثل القاهرة التى تكتظ بالسكان، أو أكتوبر المحافظة الهادئة، لاستخدامها فى معظم الصناعات، وهنا تكمن الكارثة، حين يبدأ الآخرون فى التعامل معها على أنها خردة فتطيح بحياتهم.
وأشار اللواء طلعت أبو مسلم، الخبير الاستراتيجى، إلى أن الطائرات أيام الحرب كانت تتوجه إلى بعض المناطق العسكرية، وفى حالات استثنائية تلقى بالمتفجرات التى تحملها فى أى مكان، ومع ندرة وجود الناس بهذه الأماكن تظل هذه المتفجرات فى مكانها حتى يعثر عليها أحد العمال فيبيعها إلى تجار الخردة الذين ينقلونها إلى محلات الخردة وسط المدينة، فيتعاملون معها بشخصهم دون الرجوع إلى مسئولين فتكون العاقبة وخيمة.
أكد عبد الرحمن خير بنقابة المصانع الحربية، أن الصحراء الغربية ينتشر فيها أكثر من 23 مليون لغم منذ الحرب العالمية الثانية، وبالتالى يقوم العمال بنقلها إلى محلات الخردة دون دراية منهم فتودى بحياة الكثيرين، ويجب على الحكومة أن تصعّد من حملاتها للضغط على الدول الكبرى لإزالة الألغام.
بعد انفجار العمرانية.. تحذيرات من نقل الخردة من الصحراء
الموت بحثا عن النحاس ..23 مليون لغم منذ الحرب العالمية الثانية تنتظر نقلها لمحلات الخردة
الأحد، 09 أغسطس 2009 09:28 ص