أيمن على حمد يكتب :قوم يا مصرى .. هات لى نصرى

قوم يا مصرى.. مصر دايما بتناديك...... خد بنصرى.. نصرى دين واجب عليك، كلمات لا تغيب عن وعى المصريين، كلمات لا تموت على طول السنين، فلا يجد الكاتب أبلغ منها ليكتبها ولن يجد القارئ أحب منها ليقرأها، ولم يجد الظالم المستبد قوة تتغلب عليها، فهى تتحرك فى دمائنا و تملأ عقولنا وتسرى فى أخلاقنا وأعرافنا وضمائرنا، بل لعلها تحرك فى قلوب بعض صغارالظالمين ذكريات آبائهم المخلصين المناضلين الذين رفعوا أرواحهم على أكفهم فداء لمصر، ولم يملؤها بالأموال المسروقة والحقوق المنهوبة، كلمات تذكرنا بالمعانى الحقيقية للوطنية والإخلاص والحق والعدل والمساواة، ورغم أن كلمات المواطنة والشفافية والعشوائيات
ومكافحة الفقر لم تكن مستخدمة فى التعابير الدارجة على الألسن أيام الاحتلال، إلا أن مقاصدها ومعانيها كانت حية فى الحياة العامة والخاصة، فأين نحن من معنى المواطنة التى سادت مصر فى ثورة 1919؟ أين وحدة الهلال والصليب فداء لاستقلال مصر من توحدهما اليوم ولاء لعدة أفراد تتوارث الحكم؟

أين نحن من الشفافية الحقيقية فى استجواب مجلس النواب للذمة المالية لقادة الأحزاب من الشفافية الزائفة فى استجوابات وزراء الحزب الوطنى الحاكم، حتى أن المشرع لم يجد ضرورة حتى الآن لإصدار تشريع ينظم محاكمة الوزراء كما نص الدستور، بينما وجد ضرورة لتشريعات واتفاقيات يتم الطعن فى دستورية بعضها،
وكأن الشفافية الحديثة تختص بصغار القيادات فقط وليس لها موضع قدم فى المستويات القيادية العليا.

أين معانى مكافحة الفقر فى مجتمع زاد فقراؤه عن نصف السكان، ويسكن ربعهم فى العشوائيات ويستوطن عدة ملايين آخرون بين المقابر والأحواش والخيام والشوارع؟ مجتمع يعمل ربع أطفاله لإعالة ذويهم!
أين ذهبت دعوات الإصلاح وخطط مكافحة الفساد الإدارى وتوصيات مؤتمر مكتبة الإسكندرية والتدرج فى الإصلاح السياسى وحرية تكوين الأحزاب وتسهيل مشاركة المجتمع المدنى؟ كيف صار قانون استقلال السلطة القضائية ماليا وإداريا وقوانين انتخابات المناصب الهامة بدء من عمدة القرية إلى عميد الكلية ورئيس الجامعة؟ لماذا تحتل قوات الأمن المركزى الشوارع والطرقات بمعدات قتالية حول التجمعات الشعبية فى المباريات الرياضية والاجتماعات الشعبية وعلى مداخل الكليات وعلى طول المواكب الحكومية وفى مداخل ومخارج بعض المدن والقرى؟ أين حقوق المواطنين الدستورية فى تأمين السكن والعمل والتعليم والعلاج والحياة الكريمة؟ أين ذهبت أموال القروض الخارجية وحصيلة بيع القطاع العام؟ لماذا لا ينشر بيان تفصيلى مالى محكم يسد الأفواه المشككة ويخلى سبيل الذمم المالية؟ لماذا لا تنشر ثروات رجال الحكم على الشعب، ولماذا يحارب كل من يطالب بنشر إقرارات الذمة المالية للكبار وتكون هذه آخر كلماته قبل السجن؟

أين يذهبون بمستقبلك يا مصرى؟ أين يذهبون بمستقبل أبنائك وأحفادك؟ أين سيد درويش ليدعوك للقيام من النوم لتسترد أموالك المنهوبة وأرضك المسروقة وحقوقك فى الحياة الكريمة، قم يا مصرى واستخرج بطاقتك الانتخابية ولا تدع أحدا يسرق صوتك لأن صوتك هو الذى يضمن لك تعليما نافعا وعملا لائقا وعلاجا صحيحا ومسكنا مناسبا، صوتك يضمن لك الحياة السعيدة الطيبة، قم يا مصرى فأمامك طريق طويل وصعب للبحث عن المصلحين المخلصين النابهين الصادقين الأوفياء الأمناء، الذين تواروا عن الأنظار منذ أن علا الفساد على رؤوس العباد، قم يا مصرى وابحث واختر وانتخب قبل أن يسرقوا صوتك وتظل كما أنت...... ميتا بلا دفن!