تسود حالة من الرعب أهالى قريتى توماس وعافية، وقرية قسطل، بمركز نصر النوبة، وذلك بسبب ما وصفوه بفوضى أمنية تعم القريتين بلغت ذروتها فى أكتوبر الماضى.
المشكلة بدأت عندما وقعت خلافات على حدود الأراضى الزراعية الفاصلة بين القريتين، وانتهت إلى خلاف ثأرى يتجدد على فترات قصيرة، ويهدد أمان سكان القريتين، آخرها ما حدث خلال الإسبوع الماضى، حين قام عدد من أهالى قرية قسطل بدفن قريبة لهم فى قطعة أرض زراعية مملوكة لشابين من قرية توماس وعافية، مجاورة للمقابر الواقعة على حدود القريتين، والمشتركة بينهما. فقام الأهالى بإبلاغ الشرطة التى عاينت الأمر على الطبيعة، واستدعت عمدة قسطل لمناقشته فى الأمر، فأكد أنه على علم بالموضوع وأن الدفن تم بناء على تعليمات شخصية منه.
وتكرر الأمر فى اليوم التالى بدفن متوفى آخر فى نفس الأرض الزراعية، مما أدى إلى اشتعال أزمة بين أهالى القريتين واشتباكات عنيفة نتج عنها إصابة سيدة من قرية توماس بجروح خطيرة فى العين، نقلت على إثرها لمستشفى القصر العينى بالقاهرة لخطورة حالتها.
وتقول أشرفية أحمد إدريس، محامية من توماس وعافية، إن تدخل الأمن لم يكن بالقدر المطلوب، حيث ألقى القبض على عشرة أشخاص فى الجنحة رقم 1709 من قرية قسطل التى لا علاقة لهم بالموضوع، رغم علمها بالمتسبب الحقيقى فى حدوث الأزمة، إلا أنها لم تقترب منه لأسباب غير مفهومة.
وأضافت أشرفية أن حالة التوتر بين أبناء القريتين بلغت ذروتها فى العام الماضى خلال احتفالات الاسراء والمعراج، حيث شن أهالى قرية قسطل هجوماً على أبناء توماس وعافية نتج عنه وفاة شخص من قريتهم، وكالعادة تدخل الأمن وألقى القبض على شخصين من بينهم شقيقها نصر إدريس أحمد، ونجيب عبد العزيز رغم أنهما لم يكونا ضمن المشاركين فى الاشتباكات، وهما رهن الاحتجاز منذ أكتوبر الماضى بتهمة قتل لا دخل لهما فيها فى القضية 262 جنايات نصر النوبة.
وأشارت أشرفية إلى أن قيادات الحزب الوطنى تدخلت للصلح بين القريتين بعد أحداث العام الماضى، وأجبرتهما على توقيع شيكات يتم دفعها فى حال تجدد الاشتباكات، ورغم تجددها خلال الاسبوع الماضى إلا أن قيادات الوطنى التى كانت مشغولة بالانتخابات لم تتدخل بأى شكل من الأشكال، فى حين يوجه الأمن جهوده فى كل مرة للأشخاص الخطأ.
وأكدت أن الخلافات بين القريتين تهدد أمان الأهالى بشكل دائم، حيث تتجدد المشاحنات بين الأفراد من الطرفين بمناسبة وبدون مناسبة، ولمجرد اللقاء بينهما فى وسائل المواصلات، مشيرة إلى أن الاشتباكات الأخيرة كانت نوعاً من الاستفزاز المتعمد من قبل أبناء قسطل لتجديد الثأر.
وأعربت أشرفية عن خشيتها من أن تضيع أرواح جديدة بسبب الخلافات بين القريتين، لأن مسألة الثأر لم يتم حلها بشكل نهائى. وحملت القوات الأمنية والقيادات التنفيذية، وقيادات الحزب الوطنى مسئولية التوتر الحادث بين أبناء القريتين مشيرة إلى أن القضية تحتاج إلى جلسات صلح حقيقية ومكثفة لتصفية الخلافات، وليس مجرد جلسة واحدة لإظهار أن "كل واحد عمل اللى عليه". وطالبت أشرفية إدريس أحمد اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية، واللواء مصطفى السيد محافظ أسوان بالتدخل لحسم الخلافات واستعادة الاستقرار والأمان الذى يفتقده أهالى القريتين على مدى عام كامل.
دفن الموتى فى أراضى الغير أشعل الخلاف بين عائلتين بالنوبة - صورة ارشيفية -
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة