قال الدكتور عمار على حسن، رئيس قسم الأبحاث بوكالة الشرق الأوسط، إن الحضارات لا تموت ولكنها تتراكب بعضها فوق بعض ولابد أن تتضافر عناصر الثروة والأرض والثقافة فى تكوين الحضارات ولا يجب أن نعتمد على مجموعة القيم الروحية فقط فى بناء الحضارات وإلا ستتبخر سريعا.
وأضاف. عمار خلال الحلقة النقاشية التى عقدها منبر الحرية بمكتبة الإسكندرية تحت عنوان "سياسات دراسة حوار الحضارات .. نحو مقاربة أجدى للحوار"، أن الحضارات لا تموت أبدأ، رافضا التوظيف السياسى لحوار الحضارات، قائلا :" استخدام الحضارة كقشرة وقيم مزيفة لتمرير مشروعات سياسية كان سببا لانتشار فكرة صدام الحضارات لتسويق مشروع استعمارى إمبراطورى تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية، والتى انتقلت من التحدى العلنى فى عهد الرئيس الأمريكى بوش إلى صورة أخرى منمقة فى عهد الرئيس الأمريكى الحالى أوباما".
وانتقد حسن محاولات صندوق النقد الدولى الذى يحرص على فرض مسارات محددة لعلاج واقع العالم العربى فى الوقت الذى يرى فيه أن كل مجتمع يجب أن يطور نفسه وفقا لمعطياته.
ويرى حسن أن المسلمين والعرب لو أنهم اندمجوا داخل الحضارة الغربية الحالية كنظام اجتماعى سيفيدون ويستفيدون أكثر من التقوقع والعيش داخل شرنقة منعزلة عن المجتمع المحيط بهم ، مطالبا بإيجاد فقه إسلامى جديد ورؤية جديدة لتقييم المجتمعات الغربية واحترام خصوصيتها وإلا سيصبح المسلمون عبئا على المجتمعات الغربية التى يعيشون فيها. واصفا التصوف الإسلامى بأنه الجناح الأكثر تعايشا فى أوروبا.
بينما يرى الدكتور محمد حلمى عبد الوهاب أستاذ الفلسفة السياسية، أن المتصوف أكثر أفراد الإنسانية قابلية للعالمية والعيش فى أى نظام اجتماعى وفكرى، لما لديه من قدرة على التعايش لتعلقه بالمطلق وعزوفه عما هو عرقى أو نٍسبى، مشيرا فى كلمته حول "إمكانية نشأة حوار للحضارات من منظور صوفى"، أن التصوف ليس انعزالا عن المجتمع، بل هو نزعة إنسانية، لذا هناك تصوف فى البوذية واليهودية.
وأضاف حلمى أن التصوف الإسلامى تم ظلمه كثيرا تارة بتجاهله، وأخرى باتهامه بالسلبية خاصة فيما يتعلق بالجانب السياسى، قائلا "التصوف مرشح حاليا للعب دور كبير فى المستقبل، لأنه كلما زادت الجوانب المادية للإنسان كلما نزع لإرضاء روحه، وأصبح الحديث عن العولمة الروحية فى مقابل العولمة المادية ممكنا".
وأشار حلمى إلى أن التصوف الإسلامى يدعو لتأسيس نوع من التصوف العالمى يعبر عن التطهر وإشباع الروح، فبإمكان المتصوف تحقيق المجتمع المفتوح الذى يستشعر أفراده روح الإخوة الإنسانية، مشيرا إلى أن الفقيه غالبا ما يسير فى ركاب السلطة.
من جانبه وصف الدكتور عماد حسين مدير العلاقات الخارجية بشبكة إسلام أون لاين أن المنظومة الصوفية مستبدة يتحول فيها المريد فى يد شيخه كالميت فى يد مغسله، قائلا :" لقد ابتعدنا عن النماذج الصوفية المقاومة، ولا يمكن الترويج للحالة الصوفية السلبية بوصفها الأنسب للحوار ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة