كلنا يشكو من عدم انتماء الأجيال الجديدة لوطنها، وكيف أنها لا تفكر إلا فى مصلحتها الخاصة، وهذه حقيقة لايمكن إنكارها.
وكلنا يشكو من أن الكثير من رجال الأعمال أو الفنانين المشهورين ولاعبى كرة القدم الذين يكسبون الملايين لا يتبرعون إلا فيما ندر للفقراء والمرضى.
ولكن عندما نقرأ ونتابع مافعله ويفعله مجدى يعقوب للمصريين، لابد أن يشعرك ذلك بالفخر والزهو أن مثل هؤلاء الناس موجودون بيننا..يعيشون مثلنا.. يمشون بيننا.. يضحّون من أجلنا.
ولقد تعودنا أن يمدح عامة الناس بعض الشخصيات الناجحة والمتميزة لكن أن ترى أطباء مشهورين ومتميزين يقولون لك إن مجدى يعقوب هو أسطورة، بكل ما تحمله الكلمة، أسطورة فى تخصصه.. فى خلقه..فى عطائه.. وتواضعه.
إذن نحن أمام حالة إنسانية متفردة.. أن يأتى مجدى يعقوب وهو الذى قضى معظم عمره فى الخارج، ليجوب أرجاء مصر ويزرع الأمل فى مشروع الأمل لمرضى القلب المصريين ثم ينشىء مركزا للقلب فى أسوان يصطحب معه خيرة الأطباء العالميين، يعّلم ويدرب الكوادر المصرية، كل ذلك بلا مقابل.
أما ما يبهرنى أكثر أنه لم يطلق اسمه على المركز العالمى الذى شيدّه فى الوقت الذى أطلقت الدولة أسماء على مستشفيات ومدارس لأناس لم يقدموا مثلما قدم مجدى يعقوب لبلده ولأهله، فهل هناك تواضع أكثر من ذلك؟
هذا الرجل الذى يعامل مرضاه بمنتهى الإنسانية والرقة، فيصبر على أسئلتهم .. يداعبهم .. يخفف آلامهم بلا ضجيج إعلامى ولا كاميرات أو بروباجنده من تلك التى يمارسها أنصاف المشهورين الذين يصّرون أن تسبقهم الدعاية مع كل عمل حتى ولو كان صغيرا.
إذن نحن أمام نموذج من البشر يؤثرنا بخلقه وتسامحه، ولا أجد من الكلمات أجمل مما قاله أحد مرضاه الذين أجرى لهم عملية جراحية نادرة قالها بعفوية وتلقائية "مجدى يعقوب ملاك أو نبى".
فإلى من يشكون من عدم الانتماء أو يشكون من حب الذات والأنانية المفرطة، إلى من يتكلمون كثيرا عن الوحدة الوطنية وهم ينفخون فى النار بكتابات مغرضة، هذا مثال لمن يحب مصر، فهل يتوقف الحاقدون؟
وإلى الذين يقومون بالأعمال الخيرية وسط زفه إعلامية وتواضع "مصتنع" .. وإلى من يهملون مصالح الناس وهم الأمناء عليها.. إلى كل هؤلاء هاهو القدوة ...هاهو الأمل.. تحية لصانع الأمل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة