«تحولت حياتى وحياة أولادى إلى جحيم، وأصبحنا نتسول المساعدات من القريب والغريب حتى نجد الطعام، وحافظت على عرضى وصنت زوجى الأسير» بهذه الكلمات المتناثرة التى يحدوها الأمل فى غدٍ يطرق فيه زوجها الغائب بابها، تحدثت «أمورة أحمد عبدالعال» الأربعينية، والإسكندرانية أيضاً.
كانت أمورة تعيش فى رغدٍ من العيش مع أطفالها وزوجها «سعد المحمدى عوض» مبرمج حاسب آلى، وذلك قبل سفره إلى دولة الإمارات العربية منذ تسعة أشهر، عندما فكر فى الرجوع إلى الشركة التى كان يعمل بها ليسترد مستحقاته التى امتنعت عن سدادها، لم يكن يملك الحيل والسبل التى تمكنه من المطالبة بحقه المسلوب أثناء وجوده فى فترة إجازة قضاها فى مصر وبعد فصله فصلاً تعسفياً إلا أنه نشر عبر شبكة الإنترنت قصة الظلم التى تعرض لها وسلب مستحقاته من جانب الشركة الإماراتية وأرسل نص هذه القصة إلى شرطة أبو ظبى، لمخاطبة الشركة بها، وبعض الأطراف التى اعتقد «سعد» أنها جهات رسمية يمكنها مساعدته، إلا أن هذا الأمر لم يتم، بل اعتبرته الشركة سباً وتشهيراً بها.
فوجئ بعدها بأنه مطلوب لدى الشرطة بعد وصوله الإمارات بيومين، وبالفعل تم القبض عليه بتهمة التهرب من الكفيل. تقول «أمورة»: زوجى سجن بسبب هذه التهمة لمدة عشرة أيام قبل أن تكتشف الشرطة أنه كان بلاغا كيديا، لكن الشركة لم تكتف بذلك ورفعت دعوى ضد زوجى بتهمة «سب، وقذف، وتشهير» عبر الإنترنت.
إزاء هذا الوضع الصعب حاولت أمورة مساعدة زوجها الممنوع من مغادرة الإمارات، أو حتى العمل بها، بإرسال مصروفات شهرية له حتى يستطيع أن يأكل ويدفع إيجار مسكنه، بعد أن حكمت عليه المحكمة فى تهمة السب والقذف والتشهير بالسجن لمدة شهرين وغرامة عشرة آلاف درهم، واستطاعت صيانة عفتها من مسئول كبير فى جهة سيادية بالإمارات، قدم زوجها له عدة خدمات مجانية لموقعه الإلكترونى الذى صممه له، وعندما حدث ما حدث لزوجها استعان بهذا المسئول طالباً المساعدة ورد الجميل، لكنه استغل محنة «سعد» وبحجة طمأنة زوجته عليها أخذ يتصل بها بصورة مكثفة، ويحدثها بكلمات خادشة للحياء إلا أن رد فعلها جاء بالرفض.
أمورة تعمل ليل نهار حتى تطعم أطفالها الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 9 إلى 13 عاما، فهى تقوم ببيع الأعشاب من خلال الإنترنت وتعمل فى الخدمة فى بعض البيوت بأجر رمزى، أما طفلها محمد «11 عاما» فيعمل هو الآخر فى مطعم بأجر خمسة جنيهات يومياً بعدما ترك مدرسته الخاصة هو وأختاه.
تبدلت حياة أمورة وأسرتها تماماً. الشحوب واليأس يرتسم على وجهها ويعتصر قلبها، ولسان حالها يقول «ارحموا عزيز قوم ذل».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة