◄بيرم التونسى والأبنودى وصلاح جاهين ومحمد عبدالوهاب وكمال الطويل ورياض السنباطى صنعوا لعصر عبدالناصر مجده الغنائى
نشيد «العهد الجديد» الذى تغنى به عبدالحليم حافظ مع بداية الثورة وبالتحديد عام 1952 لم يكن يعكس فقط واقعاً جديداً شهدته مصر وامتد أثره حتى يومنا هذا، فالنشيد الذى ألفه محمود عبدالحى، ولحنه عبدالحميد توفيق كان إيذاناً بعهد جديد لعبدالحليم حافظ نفسه مع الأغنية الوطنية. امتد حتى نهاية عهد عبدالناصر، وخلال عصر الرئيس أنور السادات.
ومع كل خطوة كان يخطوها ناصر، وكل ظرف كان يفرض عليه كهزيمة 67 كان عبدالحليم يجسد اللحظة بأغنية حماسية تلهب قلوب الجماهير فى مصر ويمتد أثرها إلى خارج حدود الوطن، ومع كل أغنية كان رصيد عبدالحليم يزداد اتساعاً.
وفيما كان نشيد العهد الجديد يتحدث عن واقع سياسى واقتصادى واجتماعى يتغير، اقتربت «احنا الشعب» أكثر من شخص الرئيس. الأغنية كانت عام 1956 الذى كان أشبه بعرس غنائى تبارى المطربون فى التفاعل معه، حيث شهد ذلك العام تنصيب عبدالناصر رئيساً للجمهورية، واحتفت به أم كلثوم بأغنية «الفجر الجديد».
ولم تكن تلك هى الأغنيات الأخيرة التى انضمت لقاموس الأغنية الموجهة لشخص الرئيس عبدالناصر فغنى له حليم «ابنك يقولك يا بطل» لعبدالرحمن الأبنودى وكمال الطويل، و«حكاية شعب» من كلمات أحمد شفيق كامل وألحان كمال الطويل، والتى تغنى بها حليم فى حفل أضواء المدينة بأسوان احتفالاً بوضع حجر الأساس لبناء للسد العالى، والتى غنت فيها أم كلثوم أغنية «حكاية سد».
وفى الأوقات الصعبة التى مرت بناصر كان هناك أيضاً أغنية «عدى النهار» كانت ولاتزال الأغنية الوطنية الأهم التى غزلها الأبنودى بقلبه، لتعبر عن مصر فى لحظات النكسة المريرة، إلا أنه أتبعها بأغنية «أحلف بسماها وبترابها» التى وعد بأن يغنيها فى كل حفلاته إلى أن تتحرر سيناء، وكانت أيضاً من كلمات عبدالرحمن الأبنودى. محمد عبدالوهاب أيضاً كان له فى مضمار الأغنية الوطنية باع طويل، بدأ من عهد الملك، لكن مذاقه كان مختلفاً فى عهد عبدالناصر.
ويسجل التاريخ لعبدالوهاب أنه كان من أبرز الفنانين الذين صنعوا الأغنية الوطنية الجماعية، ومن أهمها على الإطلاق، «الوطن الأكبر» التى شارك فيها عدد كبير من الفنانين المصريين والعرب، والتى عكست اتجاه عبدالناصر الوحدوى. وغنى فى هذا الإطار أيضاً «أغنية عربية» و«زود جيش أوطانك»، و«الوحدة»، و«كل أخ عربى»، و«كل أرض عربية».
وغنى لعبدالناصر «بطل الثورة» و«انده على الأحرار» و«يا جمال النور والحرية»، وبالإضافة إلى الأغنيات التى تدعم السياسة الخارجية لناصر، خصص عبدالوهاب جهداً خاصاً للدعوة لأفكار عبدالناصر فيما يخص الداخل، فكانت له العديد من الأغنيات التى تحض على العمل، من أهمها «حى على الفلاح»، و«دقت ساعة العمل»، و«ساعة الجد» لم يكن هذا الثلاثى، هو الوحيد الذى قاد تيار الأغنية الوطنية فى مصر، حيث انضم له أيضاً وبدرجات مختلفة، ليلى مراد، وصباح، ومحمد قنديل، وفايزة أحمد، وفريد الأطرش وغيرهم كثيرون.
ويرجع عصام فوزى المتخصص فى التاريخ تفوق الأغنية الوطنية فى عهد عبدالناصر إلى أنها كانت نابعة من إيمان وإخلاص حقيقى سواء من الكتاب أو الملحنين أوالمطربين أنفسهم، فهذا العهد برأيه كان يبشر بمستقبل رائع، ظل راسخاً فى ضمير الفنانين حتى حرب أكتوبر. لتشهد الأغنية الوطنية بعدها انحداراً ورتابة.
لمعلوماتك...
◄1970 توفى الرئيس جمال عبدالناصر
سباق الأغانى الوطنية بدأ مع الثورة.. وتحول للغناء باسم زعيمها بعد 1956
فى عصر عبدالناصر.. أغانى صنعها الإخلاص والحب ودمرتها الحقيقة المرة!
الخميس، 06 أغسطس 2009 09:31 م