فريدمان: حكومة فياض الفلسطينية نموذج للحكومات العربية

الخميس، 06 أغسطس 2009 12:00 م
فريدمان: حكومة فياض الفلسطينية نموذج للحكومات العربية توماس فريدمان يدعو الحكومات العربية للاقتداء بحكومة فياض
إعداد رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً للكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان يعلق من خلاله على أحدث تقارير التنمية البشرية العربية التى تصدرها الأمم المتحدة، والذى كشف النقاب عن الأوضاع المذرية التى يعانى منها أبناء الشرق الأوسط، وعلى الرغم من ذلك يرى الكاتب أن هناك مكانا واحدا فى الشرق الأوسط بدأت ملامح الأمل تخيم عليه؛ فلسطين.

أصدر برنامج الأمم المتحدة للتنمية أول تقرير للتنمية البشرية العربية عام 2002، وأظهر بوضوح مدى القصور الذى يعترى تطبيق الحريات وتمكين المرأة والحركة الثقافية فى العالم العربى، فمثلاً أظهرت الإحصائيات أن اليونان وحدها تترجم كل عام خمسة أضعاف كمية الكتب التى يترجمها العالم العربى بأكمله من الإنجليزية إلى العربية، كما كشفت أن ما يقرب من 65 مليون عربى أميون.

وكان التقرير الأول والذى صدر بعد أحداث 11 سبتمبر بمثابة تشخيص للمساوئ التى يعانى منها العالم العربى، تلك المساوئ التى أسفرت عن إثارة غضب تجمعات الشباب العربى "العاطل" وجعلته فريسة سهله للمتطرفين. وأصدر برنامج الأمم المتحدة للتنمية بمساعدة مجموعة من الباحثين العرب تقريراً آخر الأسبوع الماضى، أكد أن الأوضاع فى العالم العربى تدهورت من سىء إلى أسوأ وأن الحكومات العربية لا تأبه بما يحدث.

خلص التقرير الذى أعده أكثر من مائة باحث عربى إلى أن الكثير من المواطنين العرب يفتقرون اليوم إلى "الأمن الإنسانى"، هذا النوع من الأمان المادى والمعنوى الذى يضمن حياة كريمة للغالبية.

فالشعور بالأمن الشخصى، والاقتصادى والسياسى والاجتماعى، شرط أساسى للتنمية البشرية، وغيابه فى الدول العربية أدى بشكل أو بآخر إلى تأخر تقدمها.

ويلقى التقرير الضوء على مجموعة العوامل التى تقوض الأمن البشرى فى المنطقة، أهمها تدهور الظروف البيئية، ونقص المياه والانفجار السكانى، وارتفاع نسبة البطالة، وتأخر النمو الاقتصادى، والبحث العلمى. وبلغ معدل البطالة فى المنطقة العربية عام 2005 14.4%، بينما بلغت نسبته 6.3% فى باقى أنحاء العالم. ويرجع هذا نسبياً إلى الاستبداد الذى تتسم به الحكومات العربية.

ويقول الكاتب أن هذا التقرير لا يوجد به ما يدعو للتفاؤل، ولكن هناك بادرة أمل تظهر فى مكان غير متوقع؛ الضفة الغربية. ويضيف، رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية، سلام فياض يخوض تجربة حكم جديدة بالمقارنة مع الحكومات العربية القديمة، يطلق عليها الكاتب "المبدأ الفياضى". يعتمد هذا المبدأ على الفكرة البسيطة ولكن النادرة التى تقول إن شرعية الزعماء العرب لا يجب أن تقوم على الشعارات أو الرفض أو النفوذ الدينى أو أجهزة الأمن، ولكن تقوم على الأداء بشفافية، ومسئولية.

ويشير فريدمان إلى أن فياض، وزير المالية الفلسطينى السابق، والذى أصبح رئيساً للوزراء بعدما استحوذت حماس على حكم غزة فى يونيو عام 2007، لا يشبه أى زعيم عربى فى وقتنا هذا، حيث تقول استراتيجيته "كلما دعمنا دولتنا ببناء مؤسسات مالية وبوليسية وخدمات عامة، كلما أسرعنا بتأمين حقنا فى الاستقلال". ويتناقض هذا مع مبدأ زعيم السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، والذى يقوم على الوفاء بحقوق الفلسطينيين أولاً، وبناء المؤسسات الدولية لاحقاً، ولكنه لم ينجح فى تحقيق أى منهما.

ويلفت الكاتب إلى أن الأوضاع فى الضفة الغربية تتحسن بالفعل، بفضل سياسة فياض، وتحسن الأمن الفلسطينى، وقيام إسرائيل بإزالة نقاط التفتيش الإسرائيلية. ويقول فياض الذى يعرف فى رام الله بنزاهته إن النهج الذى يتبناه يعتمد على الأفعال وليس الكلام، فهو يريد حكومة قائمة على "شرعية الإنجازات".

ويختم توماس فريدمان مقاله التحليلى قائلاً إن الضفة الغربية تشهد الآن تغييراً ملحوظاً على الساحة السياسية، ونظراً للاهتمام الذى يعيره العرب للقضية الفلسطينية، قد يكون "للمبدأ الفياضى" تأثيره فى تحسين "الأمن الإنسانى" فى الدول العربية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة