اهتمت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية بتسليط الضوء على موقف إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما الرافض لبناء المزيد من المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية والقدس الشرقية، وقالت إن الإدارة الأمريكية تمتلك كارتا تستطيع أن تهدد به إسرائيل لوقف بناء المستوطنات متمثل فى تعليق المعونة المالية التى ترسلها إلى إسرائيل كل عام، وتقدر بـ3 مليارات دولار أمريكى.
يقول ديفيد فرنسيس، معد التقرير، إن كثيرا من الأمم قد لجأت إلى فرض عقوبات اقتصادية على مر العصور عندما فشلت الدبلوماسية فى تحقيق النتائج المرجوة؛ "فهى أداة وسيطة أفضل بكثير من إعلان الحرب"، على حد تعبير الخبير الاقتصادى فى معهد ببترسون للاقتصاد الدولى فى واشنطن، جون ويليامسون.
ويتساءل الكاتب هنا عن مدى فعالية تطبيق هذه العقوبات، ويقول إنها تنجح فى بعض الأحيان، فمثلاً أظهر استطلاع أجرى على 204 حلقات فرضت خلالها عقوبات اقتصادية منذ الحرب العالمية الأولى، أن واحدة من كل ثلاث عقوبات نجحت فى تغيير سلوك النظام المعنى بل ونجحت فى تغيير النظام نفسه.
ويلفت فرنسيس إلى أن الإدارة الأمريكية تواجه تحدياً آخر متمثلاً فى الطموح النووى الإيرانى، تستطيع أن تتصدى له كذلك بفرض العقوبات الاقتصادية، عن طريق امتناع دول هامة عن شراء النفط الإيرانى والتوقف عن إمدادها بالبنزين.
وتفضل الولايات المتحدة الأمريكية ممارسة الضغط الاقتصادى على إيران أكثر من إسرائيل، فإسرائيل فى نهاية المطاف حليف قريب تريد الولايات المتحدة إغواءه. أما بالنسبة لإيران، المتهمة بتمويل الإرهابيين والسعى للحصول على أسلحة نووية، فقد قطعت معها أمريكا العلاقات التجارية، لذا إذا كانت ترغب الإدارة الأمريكية فى أن تكون أكثر فعالية، يتوجب عليها إقناع أكبر شركاء إيران التجاريين باتباع دربها. العقوبات الاقتصادية غالباً ما تتطلب تعاون عدد من الدول والعمل معاً.
ومع ذلك، يرى الكاتب أن معوقات فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل ينبع من سياسات الولايات المتحدة الداخلية. بالتأكيد تستطيع واشنطن فرض ضغوط اقتصادية هائلة على إسرائيل، نظراً لإمدادها بمعونة سنوية تقدر بـ357 دولارا لكل إسرائيلى. هذا بالإضافة إلى أن التبرعات التى تذهب لجمعيات خيرية إسرائيلية معينة تحظى بمزايا ضريبية غير معتادة.
وطالب الرئيس أوباما خلال هذا الربيع إسرائيل بإيقاف أنشطتها الاستيطانية فى محاولة لتجديد المباحثات مع الدولة الفلسطينية، وعلى الرغم من ذلك، لم يلتزم رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، بتنفيذ أى من ذلك.
ومع ذلك، لا يعتقد الخبراء أن الولايات المتحدة، والتى تعهدت بحماية أمن إسرائيل، ستستخدم كارت العقوبات الاقتصادية مع إسرائيل، على الأقل ليس علنياً.
لإجبارها على تجميد الاستيطان..
"ساينس مونيتور" تتساءل: هل يجمد أوباما معونة إسرائيل؟
الخميس، 06 أغسطس 2009 06:18 م
جانب من تقرير كريستيان ساينس مونيتور
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة