من أمراضنا الاجتماعية المنتشرة فى بر مصر عدم مراعاة الآخرين، ففى الشارع لا نعرف حرمة الطريق ولا حق الناس فى الرصيف، فلا نكتفى بما تعرضه محلاتنا فنعمد إلى السيطرة على الرصيف فنفرش فيه.
وفى الأماكن العامة المغلقة والمواصلات لا نبالى بحق الناس فى استنشاق الهواء النقى فنشعل السجائر وننشر سمومها ودخانها ولا نبالى بالطفل الصغير ولا الشيخ الكبير ولا المريض، إنما المهم هو مزاجنا. ونكتب «الرجاء ممنوع التدخين» ولا نبالى ولا نحترم.
ونضع القمامة أمام بيوت الجيران ونرفضها أمام بيوتنا أو فى أماكنها المعتادة كما هو الحال فى المجتمعات المتحضرة.
وفى بيوتنا نرفع أصوات المذياع ولا نعرف حقوق الجيران ما بين ساكن يبغى الهدوء، ونائم أو حزين مات له ميت أو لديه مريض، ونعلم أولادنا الكذب عندما يسأل عنا سائل.
وفى أحاديثنا غاب الاحترام والتقدير وساد السباب وقبيح الكلام ونعشق رفع الصوت والضوضاء وتحقير الناس وإحراجهم، وكثرة الغيبة والنميمة فى مجالسنا.
متى نفهم أن مراعاة الناس من قيم الأديان وعلامة على رقى الإنسان وتحضره وقربه من الله، وأن أساليب الهمج وسلوكياتهم وهو ما تنهى عنه الأديان ويرفضه أصحاب الفطر السليمة.
علاء الطاهر مفتاح - الأقصر
