حماس على وشك الاعتراف بإسرائيل. خبر سربته الصحف العالمية فى الوقت الذى يدور فيه خلاف داخل حركة حماس فى غزة ودمشق حول القضية التى تمس مستقبل الحركة ومسيرتها ومصالحها وعلاقاتها بحلفائها فى سوريا وإيران.
فإذا كان خالد مشعل وموسى أبومرزوق وأسامة حمدان ضمن فريق يمثل حماس الخارج يرفض الاعتراف الصريح واللفظى بإسرائيل، فهناك فريق آخر فى غزة يمثله محمود الزهار وطاهر النونو وأحمد يوسف يريد الوصول إلى صيغة اعتراف تضمن رفع الحصار عن الشعب الفلسطينى وفتح المعابر، خاصة أن الوساطتين المصرية والتركية تضمنتا اعترافا متبادلا بين حماس وإسرائيل مقابل دخول حماس فى حكومة وحدة وطنية مع بقية الفصائل.
«حماس قريبة جداً من الاعتراف بإسرائيل».. هكذا أكد أحمد يوسف، نائب وزير خارجية حكومة حماس المقالة، متحدثاً لصحيفة الإيكونومست البريطانية من الطابق العلوى فى بناية فخمة بمدينة غزة، وتحدث أيضا عن احترام حماس لجميع الاتفاقيات السابقة التى وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل، والتى تتضمن الاعتراف بإسرائيل، وتلزم الجانب الآخر بالالتزام بكل الوعود المتبادلة.
اعتراف حماس بإسرائيل سؤال قديم داخل الحركة منذ حصولها على أغلبية المجلس التشريعى الفلسطينى فى يناير 2006 وتشكيل الحكومة الفلسطينية بالاشتراك مع حركة فتح قبل الخلافات بينهما والتى وصلت إلى الاقتتال وانفصال حماس بغزة عن الضفة الغربية.
والسؤال الذى تفرضه التطورات الجديدة: كيف ستتعامل حماس مع إسرائيل أثناء توليها السلطة.. وهل تعترف إسرائيل بهذه الحكومة، خاصة أن حماس تعارض اتفاقية أوسلو وتنادى بفلسطين من النهر إلى البحر، بينما اتفاقية أوسلو تتحدث عن دولة فلسطينية فى القطاع وجزء من الضفة والاعتراف المتبادل، وبالتالى فإن إسرائيل لن تعترف بحكومة لا تعترف بها بالرغم من أن حكومة حماس تمارس سلطاتها فى غزة حسب اتفاق بين منظمة التحرير وإسرائيل ، وبالتالى فإن حماس اعترفت ضمنيا بإسرائيل، التى تطلب اعترافا لفظيا صريحا.
ويشير عبدالقادر ياسين، المؤرخ الفلسطينى، إلى أن فريقى حماس فى كل من دمشق وغزة اتفقا على خطاب مرن أمام المجتمع الدولى لإلقاء الكرة فى ملعب إسرائيل، ووافقا على دولة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، ولم تتعنت الحركة وتصر على دولة من النهر إلى البحر كما فى الأدبيات السياسية للحركة.
وهو ما يؤكده السفير محمود زهران مساعد وزير الخارجية السابق، الذى يرى أن حماس غيرت مطالبها القديمة نتيجة ضغوط دولية ستقابلها حوافز سياسية، ورفعها من لائحة الاتهام الأمريكية بالإرهاب، والاعتراف بمشاركتها فى السلطة، ورفع الحظر المالى عنها. خاصة أن الضغوط على حماس لا تنتهى، فبريطانيا قدمت حوافز لحماس من أجل اعتراف دولى بها، وسمحت لرئيس مكتبها السياسى خالد مشعل بالحديث مع أعضاء مجلس العموم.
وتحاول مصر الوصول لصيغة مرنة مع حماس لاستمرار الهدنة مع إسرائيل أطول فترة ممكنة مقابل عدم إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل.
وفى المقابل تقوم إسرائيل بالإفراج عن أسرى حماس لديها، وعدم استهداف وتصفية قادتها فى الداخل والخارج.
لمعلوماتك....
◄2006 موعد الانتخابات التى حصلت فيها حماس على الأغلبية داخل المجلس التشريعى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة